كورونا والاسرى

بقلم: خالد معالي

الكاتب: خالد معالي

بات فيروس كورونا يخيف العالم اجمع، حيث عظمة الخالق في اعطاء درس للبشرية جمعاء ان فيروس صغير لا يرى بالعين المجردة جعلهم يخشون الموت وقوتهم المزعومة بالعلو والتقدم العلمي، والتي عجزت ووقفت مستسلمة امام كورونا.

حال فلسطين المحتلة هو كحال بقية دول وشعوب العالم، لكن لخصوصية الاحتلال وجدت حالة من وجود الاف الاسرى في سجونه، وهو ما جعل الفلسطينيين يخشون على أسراهم، من انتشار هذا الفيروس بين الاسرى الذين هم درة تاج الوطن.

ما تناقلته وسائل اعلام الاحتلال من ان حكومة "نتنياهو" تدرس امكانية الافراج  عن اسرى اطفال مرضى جراء فيروس كورونا، مؤشر على اهمية وصعوبة وجود اسرى بالالاف في سجون الاحتلال، في ظل انتشار الفيروس الخطير بشكل متزايد لدى الاحتلال.

عدد الحالات المصابة لدى الاحتلال هي 154 حتى صباح يوم السبت 14\3\2020، والعدد قابل  للزيادة، في ظل ارتفاع عدد الوفيات بفيروس كورونا إلى 5436 وفاة في العالم، وهذا يعني ان أسرانا في خطر جراء مواصلة أسرهم من قبل الاحتلال.

 قد يدفع الفيروس الاحتلال الى ان يجري صفقة تبادل مع المقاومة بغزة، او قد يعجل بها، فكل الاحتمالات واردة، لكن هاجس الاحتلال الامني وخوفه وهوسه الامني قد يبطئ من ذلك، لكن في كل الاحوال رب ضارة نافعة، في حالة استثمار المقاومة للمستجدات ومواكبتها، وعدم الاستسلام للواقع، فهي عودت شعبها على الانجازات ومواكبة كل ظرف طارئ، ولو بالنقاط كحد ادنى.

ان يمضي الاسير عشرة وعشرين وثلاثين عاما في الاسر، وبعضهم اقترب  من 40 عاما في الاسر، هذا وضع لا يحتمل، ويجب الافراج عن الاسرى بعز عزيز او بذل ذليل، والاحتلال سيرضخ كما رضخ في صفقة وفاء الاحرار واحد – صفقة شاليط – وهي مجرد مسألة وقت لا اكثر ولا اقل.

قد يعمد الاحتلال لنشر الفيروس بين الاسرى وهو احتمال قائم، فالاحتلال سبق وقتل وهجر ملايين الفلسطينيين، واستخدم فيروسات ومواد كيماوية لقتل قادة المقاومة كما حصل  مع خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس في الاردن قبل سنوات.

دروس وعبر غزيرة من فيروس كورونا، فمصير الظلم الى زوال قد يكون على يد فيروس صغير لا يرى، عل وعسى الحكومات والدول الظالمة تتعلم الدرس وتوقف ظلمها واستعبادها لشعوبها كما هو حاصل في الدول العربية، ولعل وعسى الاحتلال ينتهي احتلاله وظلمه للشعب الفلسطيني، ويعود كل يهودي الى دولته التي اتى منها.

تبقى غزة بخلوها من فيروس كورونا، محط انظار العالم، فهي محاصرة بشكل محكم من قبل الاحتلال، ورب ضارة نافعة، وهذا لا يعني ان تغفل لحظة عن تعمد الاحتلال لنشره فهو احتلال ماكر وخبيث وقد يفعلها.

نسوق درس صغير وسريع، من دروس فيروس  كورونا، وهو ان من يزعم انه قوي ولا يشق له غبار، اذ به يتحطم امام فيروس لا يرى، كما هو زعيم الصين الذي زعم ان لا شيئ يوقف عربة التقدم والقوة للصين، و"نتنياهو" لا يقل عنجهية وغرور ومزاعم بالعلو، عن زعيم الصين، "فاعتبروا يا اولي الابصار".

  د. خالد معالي

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت