العمال الفلسطينيون يضطرون للمبيت بإسرائيل رغم مخاطر "كورونا"

عمال فلسطينيون يعبرون حاجز نعلين باتجاه أماكن عملهم داخل الخط الأخضر.JPG

رغم المخاوف من الإصابة بفيروس كورونا المستجد، يضطر نحو 133 ألف عامل فلسطيني للعمل والمبيت داخل "إسرائيل".

ويقول هؤلاء العمال، إن الظروف المعيشية الصعبة تدفعهم للمبيت داخل إسرائيل، عقب قرار فلسطيني، وآخر إسرائيلي، بمنع حركة الدخول والخروج من وإلى إسرائيل بدءا من الأحد القادم.

وعلى حاجز "نعلين" غربي رام الله، يدخل آلاف العمال باتجاه إسرائيل، منذ ساعات الفجر الأولى.

ويقول العامل منذر نوفل (46 عاما)، لوكالة "الأناضول"، "هناك تخوّف من الإصابة بفيروس كورونا، حيث تسجل إصابات يومية في إسرائيل".

ورغم ذلك يتوجّه "نوفل" للعمل، ويضيف "الظروف الصعبة التي نعيشها، تدفعنا للعمل وحتى المبيت، لكي لا نفقد مصدر رزقنا".

ويكمل "اليوم ودّعت عائلتي، سأغيب نحو الشهر، ولا نعلم ماذا سيحل بنا أو حدوث أي تطور".

بدوره، يقول سامر عودة (49 عاما) إن العمال مجبرون على الاستمرار بالعمل رغم المخاطر.

ويضيف" هناك مسؤوليات كبيرة، ونسأل الله السلامة".

ويعمل "عودة" في مجال البناء داخل إسرائيل، ويعيل ثمانية أفراد.

ويضيف "الحكومة الفلسطينية أعلنت إنها لن تسمح بدخول أ وخروج العمال إلى إسرائيل، إذا ما قررنا عدم المبيت في العمل، ما البديل؟ من أين نطعم أسرنا؟ هناك التزامات وأقساط شهرية مترتبة علينا".

وعن ظروف المبيت يقول "عودة"، إنها غير صحية، ولا تتوفر فيها أي مقومات الحياة المعيشية.

وكان رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، قد قال في تصريحات صحفية أكثر من إن حكومته أعطت فسحة من الوقت للعمال في إسرائيل، لترتيب أمورهم في المبيت بأماكن عملهم.

وأضاف اشتية "ابتداءً من صباح يوم الأحد 22 مارس/ آذار الجاري، سيمنع دخول أو خروج أيٍ من العمال إلا بعد شهر من تاريخه".

بدورها، فرضت الحكومة الإسرائيلية، قيودا جديدة على دخول العمال الفلسطينيين إلى إسرائيل، بداعي مواجهة فيروس كورونا، أهمها المبيت داخل أماكن عملهم لمدة تتراوح بين شهر إلى شهرين، بحسب هيئة البث الإسرائيلية.

وكان الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، أكد الأربعاء، لنظيره الفلسطيني محمود عباس على ضرورة التعاون بين الجانبين لمواجهة فيروس كورونا.

جاء ذلك في مكالمة هاتفية بينهما، وفق ما أوردته قناة "كان" الرسمية عبر حسابها على تويتر.

وحسب المصدر ذاته قال ريفلين لعباس "يواجه العالم أزمة لا تفرق بين الأشخاص والمناطق".

وتابع الرئيس الإسرائيلي "التعاون بيننا ضروري لضمان صحة الإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء".

بدوره رحّب عباس بهذه المبادرة بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا".

ويعمل نحو 133 ألف عامل فلسطيني داخل إسرائيل والمستوطنات الإسرائيلية، بحسب أحدث بيانات جهاز الإحصاء المركزي الفلسطيني.

ويُشكّل انتشار فيروس كورونا، مشكلة في إسرائيل، حيث حذر أكثر من مسؤول من إمكانية فرض "الإغلاق الشامل" للبلاد للحد من تفشي الفيروس.

والأربعاء، قال وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي جلعاد إردان "علينا الاستعداد لاحتمال الإغلاق الكامل، هذا قرار لا مفر منه"، مشيرا إلى أنه أوعز للمؤسسات الأمنية الإسرائيلية، بالاستعداد لمثل هذا القرار.

وفي حال فرض الإغلاق سيُسمح فقط للعمال الذين يعملون في وظائف حيوية بالخروج من منازلهم، ولن يكون بإمكان باقي المواطنين الخروج إلا للتزود بالمواد الغذائية أو تلقي الرعاية الطبية، حسبما أوردت "كان" في وقت سابق الأربعاء.

وقالت وزارة الصحة الإسرائيلية، يوم الخميس، إن عدد المصابين بالفيروس وصل إلى 529  إصابة، بينهم 6 بحالة حرجة و10 بحالة متوسطة.

وحذر مدير عام وزارة الصحة الإسرائيلية، موشيه بار سيمان توف، في مؤتمر صحفي مساء الثلاثاء، من أن الآلاف قد يموتون في إسرائيل بسبب الفيروس.

أما في أراضي السلطة الفلسطينية، فتفيد البيانات الرسمية بإصابة 44 شخصا، غالبيتهم العظمى-باستثناء حالتين-في بيت لحم، جنوبي الضفة.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - وكالات ( الأناضول)