العالم بجغرافياته من دول وبلدان ، غنية وفقيرة ، مُستغِلة ومُستغَلة ، ظالمة ومظلومة ، باتت جميعها محاصرة وتحت رحمة فيروس كورونا ، الذي يجتاح الكرة الأرضية من دون تمييز بين عرقٍ ولونٍ وديانة .
مع مشهد الرعب الذي يغزو ويحاصر حتى أصغر الأماكن جغرافيةً ، من مدنٍ وقرى ، نستحضر مشهد الحصار على قطاع غزة منذ ما يزيد عن 15 عام ، من قبل عدوٍ محتل ، خطره أضعاف مخاطر فيروس كورونا ، وهو أي الكيان نفسه اليوم محاصر ، ويعيش حالة من الفزع والخوف .
بغض النظر إن كان الوباء بيولوجي ، أم لا ، فالأيام القادمة كفيلة بالكشف عن حقيقة من يقف وراء هذه الكارثة الإنسانية الجمعاء ، غير أنّ في ما يتعرض له العالم ، وعلى وجه التحديد كيان الاحتلال نتيجة لكورونا فيروس العصر ، ومن خلفية المثل القائل : " ربَّ ضارةٍ نافعة " ، وكورونا بمضاره مؤكد ليس نافعاً ، إلاّ أنّ ما أصاب شعبنا من ويلات وأهوال بسبب الحصار المطبق على قطاع غزة ، والعدوان المستمر والمتواصل عليه وعلى الضفة والقدس ومقدساتنا ، على الكيان حكومةً ومستوطنين ، عليهم أن يدفعوا الفاتورة في أرواحهم واقتصادهم ومرافقهم الحيوية ، على يدي فيروس كورونا ، الذي ينتشر سريعاً ، كما النار في الهشيم .
قد يقول قائل : هذا ليس وقت الشماته ، ونحن نتعرض لذات فيروس كورونا ، والعالم يتوحد في مواجهة هذا القاتل من دون شفقة أو رحمة للبشرية . قد يكون أصحاب هذا الرأي أو القول في ظاهره محق ، ولكن ليس مع عدوٍ ، ألة قتله منذ أكثر من أكثر من 73 عاماً تستبيح بجرائمها دماء أبناء شعبنا ، وهو يحتل أرضنا ، ويهوّد قدسنا ومقدساتنا ، وفي سجونه وزنازينه يقبع الآلاف من أسرانا ، وهم معرضون للإصابة بهذا الفيروس ، بمعنى أنهم معرضون أكثر من غيرهم لخطر الموت ، خصوصاً أن ظروف اعتقالهم سيئة وسيئة للغاية ، فمن ينقذهم من خطرين ، خطر الإصابة ، وخطر سياسة التعسف التي تمارسها مصلحة السجون في كيان الاحتلال ؟ .
رامز مصطفى كاتب فسطيني
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت