راشيل كوري شمسٌ لا تغيب

بقلم: فتحي أبوعيطة

بقلم: فتحي أبو عيطة

 إنما يعرف الفضل لأهل الفضل ذوو الفضل:
 راشيل كوري تلك الفتاة الأمريكية المفعمة بالحب والإنسانية بلا حدود، فقد تجاوزت الأنساب والأعراق والأجناس وتخطت السدود والحدود، القادمة من وراء المحيطات لتقف على الحقيقة التي زيفتها آلة الإعلام الإسرائيلية ولتنسف الرواية الإسرائيلية، فمنذ نعومة أظفارها انضمت كعضوة في حركة التضامن العالمية للذود عن المظلومين ولتكون هي وغيرها من المناضلين الأمميين درعاً بشرياَ لحماية العزل من أبناء الشعب الفلسطيني من بطش الاحتلال.
كيف لنا أن ننسى من تركت حياة الدعة والدلال لاسيما وأنها في ريعان الشباب لتتقاسم المعاناة في بيوت الصفيح وتكتوي بلسعات البرد في غزة مع الفقراء والمهمشين والمحاصرين وخاصة في رفح بوابة الجنوب.
 أن تاريخ 16 مارس من كل عام يوم استشهاد المناضلة راشيل لسنة 2003 هو بمثابة إعلان موت الإنسانية وموت الضمير العالمي الذي يغمض عيونه إزاء جرائم الاحتلال.
لذا فنحن الفلسطينيين نثمن غالياً أمثال هذه المناضلة التي سار على نهجها مناضلون أمميون كثر، قدموا أرواحهم رخيصة على مذبح الحرية للشعب الفلسطيني، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر الناشطان البريطانيان "توم هرندل" الذي قتل في رفح أيضاً، والصحفي "جيمس هنري"، ناهيك عن شهداء سفينة مرمرة.
 أي عمل خارق قامت به هذه الفتاة فوقفت سداً منيعاً لكي تمنع جرافات الاحتلال من هدم بيوت الآمنين في رفح الصمود.
سلام عليكِ راشيل يوم ولدتِ ويوم متِّ ويوم تبعثين، لقد أضحيتِ أيقونة يحتذى بكِ، لقد غبتِ بجسمك، ولكن روحك مسكونة في أذهان وأطفال وشيوخ ونساء رفح وكل الفلسطينيين.
راشيل موتك مصدر الهام لكل أحرار العالم.
راشيل استشهادك إعلان موت سريري لأمة ضحكت من جهلها الأمم.
راشيل أيتها الشاهدة والمشهودة، نامي قريرة العين، فلا نامت أعين الجبناء ولك المجد والخلود.

بقلم: فتحي أبو عيطة

المصدر: قدس نت -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت