قال عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" خليل الحية إن "الحصار الظالم المفروض على قطاع غزة، آن الأوان له أن ينتهي، وإن الاحتلال يتحمل المسؤولية الكاملة لو تفشى فيروس كورونا."
وطالب الحية الاحتلال بصفته المسؤول الأكبر، وأيضًا منظمة الصحة العالمية، والمنظمات الدولية، بضرورة الإسراع لتزويد قطاع غزة بالمعدات الصحية اللازمة لمواجهة الجائحة، والمساعدات الإنسانية الضرورية للفئات الهشة التي أصبحت متضررة.
وأكد الحية في حوار مع فضائية "الأقصى" بأن الاحتلال يتحمل المسؤولية كاملة عن تأخير دخول الأدوية والإمكانات الصحية والمعدات الكافية لمكافحة هذا المرض.
ودان الحية سلوك الاحتلال، وحذره من استغلال الأزمة والاعتداء على المسجد الأقصى، أو الإقدام على مزيد من الاستيطان، أو أي خطوة لضم الأغوار، مضيفًا: "نواجه هذا المرض، وأيدينا على الزناد لمواجهة أي اعتداء للاحتلال الصهيوني على أرضنا أو مقدساتنا".
وأضاف الحية أن الحركة على تواصل مستمر مع الأجهزة الحكومية، ومع الدول المانحة، من أجل اقتسام لقمة العيش وتوسيع شرائح المنح والإمكانات المتوفرة لمساعدات الفئات الهشة التي انضم إليها الآلاف مؤخرًا.
وطالب الأمم المتحدة والجهات المانحة والأونروا بتوسيع دائرة الفئات الهشة والمحتاجة، والإسراع لصرف المساعدات لهم.
كما تقدم بالشكر لدولة قطر لتبرعها بمنحة تقدر بـ150 مليون دولار، مضيفا أن تركيا وعدت بتقديم مساعدات صحية وإنسانية للقطاع.
وثمن الحية كل المبادرات الوطنية والفردية، وتقدم بالشكر لأصحابها فردا فردا، منوها بأنه يجب أن تنسق هذه المبادرات مع الجهات الحكومية حفاظا على المصلحة العامة.
ورحب الحية بالجهد الوطني للفصائل التي تقف جنبا إلى جنب، قائلا "إننا مطمئنون لهذه الروح الوطنية التي سنعبر بها هذه الأزمة."
وقال الحية "إننا نتحلى بروح عالية ونتقبل النقد، وكلنا آذان صاغية، ونأخذ كثيرا من الأفكار والنصائح على محمل الجد، ولدينا توجه لدراسة كل الأفكار والمقترحات التي تصل إلينا أو تلك المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي، فالحكمة ضالة المؤمن."
وأشاد الحية بجهود الطواقم الطبية في وزارة الصحة وعلى رأسهم د. يوسف أبو الريش، وقال "إننا نقدر تضحياتهم وعملهم الفدائي في حرصهم على عدم تفشي الفيروس رغم قلة الإمكانات."
كما أشاد الحية بجهود وزارتي الداخلية والشؤون الاجتماعية وعلى رأسهما اللواء توفيق أبو نعيم ود. غازي حمد في رعاية مراكز الحجر الصحي، وإدارة حالة الطوارئ في قطاع غزة لمواجهة فيروس كورونا.
وأضاف الحية أن حركة حماس من اليوم الأول ومن موقع المسؤولية في المجلس التشريعي، تتابع مع الأجهزة الحكومية الاستعدادات مبكرا، وقال "أطمئن شعبنا أن لدى الأجهزة الحكومية خطة متدرجة ومتكاملة للتعامل مع الجائحة، وذلك بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية."
وأشار الحية إلى أن الحركة أيدت كل الإجراءات الوقائية، والحجر الإلزامي لكل العائدين من المعابر والذي ثبت صحته، بعد اكتشاف حالتين في الحجر.
وأفاد الحية بأن الحركة أنجزت 200 غرفة حجر صحي في شمال غزة وجنوب غزة، من أصل 1000 بدأ العمل في إنشائها بالتنسيق مع الجهات الحكومية.
وأضاف الحية أن "الحركة على تواصل دائم مع الأشقاء في مصر، للتنسيق المشترك في عمل المعبر، وتبادل المعلومات حول المصابين والمشتبه في إصابتهم، ليطمئن أشقاؤنا على من خالطوا المرضى، وأمن مصر هو أمننا."
ووصف الحية مروجي الإشاعات بالمهددين للأمن القومي الفلسطيني، مبديًا تأييده للجهات القضائية والحكومية لردع هؤلاء لأنهم يضرون بشعبنا وعائلاتنا.
وقال إن "مواجهة هذا المرض ليس فيها مجال للمناكفات السياسية، ولا للهجمات الإعلامية، ويجب أن يكف هؤلاء عن اللعب في تعكير صفو شعبنا."
وعبر الحية عن تأييد حركة حماس للأجهزة الحكومية في مواجهة محتكري البضائع والمتلاعبين بالأسعار، ومروجي الإشاعات.
وطالب أبناء الشعب الفلسطيني بالالتزام بتعليمات وزارة الصحة ولجنة الطوارئ، قائلا: "أعلم أنه من الصعب أن نلغي الأفراح، وأن نلغي تقبل العزاء، ونلغي الصلوات، لكن الأصعب أن يأكل الفيروس آباءنا وأبناءنا وإخواننا وأخواتنا".