غرائب كورونا بالضفة

بقلم: خالد معالي

الكاتب خالد معالي

قد تكون الضفة الغربية الحالة الوحيدة في العالم التي تختلف عن بقية مناطق العالم، من حيث وجود مستوطنات  للاحتلال، ثبت وجود حالات مصابة بفيروس كورونا فيها، وهي ايضا تتلامس  مع دولة الاحتلال بمعابر ومعازل وحواجز اجبارية بحكم الاحتلال، فكانت مختلفة في كيفية التعامل مع انتشار فيروس كورونا قياسا ببقية دول العالم.

واضح جدا ان انتقال الفيروس كان من الخارج وانتقل للضفة الغربية، ووصل  حتى الان محافظات: طولكرم، نابلس، رام الله، الخليل، بيت لحم، سلفيت>

من المؤسف عدم وجود تسابق على ايجاد اللقاح المضاد لفيروس كورونا، لكن لا احد يلوم الضفة او غزة، لان الوضع تحت احتلال، لكن يلوم دول عربية واسلامية غنية تتفرج على دول الغرب وهي تتسابق على ايجاد اللقاح.

لم تخرج الضفة من حالة المناكفات حتى في التعامل مع فيروس كورونا، فقد لوحظ ان بعض حديث الشارع ومواقع التواصل كان شديدا جدا وفيه كم كبير من اختلاق القصص والحكايات والفبركات في حالة المصاب بكورونا من بلدة قراوة بني حسان غرب سلفيت ، وهذا لم يحدث مع غيره ممن اصيبوا سابقا، رغم ان محافظ سلفيت أكد انه لم يطلب  من المصاب الحجر  على نفسه وهو لم يكن يعلم اصلا انه مصاب، وان الاصابة جاءت بعد اختلاطه بمصاب على الجسر في الحافلة قبل ايام دون علمه.

رأينا من خلال مواقع التواصل ان العقلانية سارعت للطلب بعدم نشر او نقل اخبار كورونا الا من جهات رسمية معتمدة، فقد كاد الاعلام ينهار امام كثرة نشطاء ال"فيس بوك " الذين نشروا معلومات خاطئة عن مصاب قراوة وانتشرت كالنار في الهشيم.

في كل الاحوال ما زالت حالة الضفة لا يعرف الى اي مدى ستذهب، ومن المبكر  جدا القول بالانتصار على فيروس كورونا، فما زال ينتشر بحالات جديدة، وما زال المستوطنون يحتكون بمواطنين فلسطينيين على المعابر او الحواجز او حتى على مفارق الطرق، او من خلال العمل في المستوطنات، وتم اغلاق محلات تجارية بسلفيت تعاملت مع مستوطنين بالتجارة، وقد تغلق محلات اخرى بمحافظات عديدة.

قياسا على غزة الخالية  من فيروس كورونا، فقد ثبت بالفعل ان الفيروس اتى للضفة  من الخارج، وما دامت غزة تحجر  على القادمين  من الخارج بشكل اجباري فان هذا معناه بقاء خلوها من فيروس كورونا.

من  مشاهد الضفة ان الحركة بين المدن والقرى والبلدات ما عادت كالسابق، وصار حديث الناس بنسبة 99% هو عن فيروس كورونا، والكل يترقب كم عدد المصابين واين انتشر، واي منطقة، فالكل في حالة ترقب وحذر ومتابعة لاخر أخبار فيروس كورونا.

في المحصلة، غدا ستنتهي محنة وحالة كورونا، وستعود الحياة الى طبيعتها، لكن حتى تلك اللحظة، يجب ادارة المعركة باقتدار مع كورونا بشكل علمي وصحيح، ولا مكان للتهاون مع الالتزام بالتعليمات التي يجب ان يكون التزام حديدي، ودرهم وقاية خير من قنطار علاج، والله لن يترك عباده المؤمنين لوحدهم.

 د. خالد معالي

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت