لم تبقي الكورنا في دائرة الصين او دول شرق اسيا ولم تبدأ وتنتهي في ووهان بل سرعان ما انتقلت الي كافة ارجاء العالم وضرب الفيروس دول اوربا وتغول في ايطاليا واسبانيا وفرنسا واودي بحياة الالاف ومازال يحصد الارواح دون توقف او توقع بان يتوقف خلال فترة قريبة, امريكا اقوي دول العالم امريكا راس المال واكبر قوة نووية بالعالم تمتلك اسطول حربي قد يدمر نصف العالم في نصف ساعة واحدة ومئات الالاف من الصواريخ التي تحمل رؤوس فائقة التدمير بخلاف الرؤوس النووية , بدت هذه الدولة كيان هش امام هذا الفيروس لا تستطيع وقف تفشيه , لم يخاف الفيروس امريكا ولم يحسب حساب قوتها النووية ولا ترسانتها العسكرية العملاقة التي تتفوق فيها علي كل دول العالم , كل تلك الاسلحة والميزانيات الضخمة للجيش الاول بالعالم لم تفعل شيئ امام هذا العدو الغير مرئي والخفي , هذا العدو الذي يعمل بالليل والنهار ويهاجم الحياة البشرية يطيح بالملايين ويقتل مئات الالاف دون ان يتوصل احد وحتي كل اجهزة الاستخبارات بالعالم لمصدر هذا الفيروس او حتي طبيعة ولادته وان كانوا لديهم بعض المعلومات لن يفصحوا عنها الان علي الاقل وقبل التغلب علي هذا العدو وتدميرة كليا .
كورنا بدا اقوي من كل الاسلحة مجتمعة بالعالم مع انه ضعيف لكن العالم لم يتوقع هذا النوع من التهديد الفيروسي يوما من الايام ولم يتوقع ان تصبح الحرب اليوم حرب فيروسات قد تكون بيولوجية اكثر منها طبيعية ,كورونا كان اقوي من كل التحالفات الاستراتيجية العسكرية والامنية والاقتصادية بالعالم ,اقوي من معاهدات الدفاع المشترك ,اقوي من اتفاقيات مواجهة الكوارث الطبيعية والغير طبيعية حتي اقوي من كل اتفاقيات العمل الاستخباري المشترك . سقطت كل التحالفات الاستراتيجية امام الكورنا ولم يتجرأ اي من زعماء العالم حتي الالتقاء مع الاخر , توقفت لقاءات القادة ومنتدياتهم السياسية ,توقفت المؤتمرات السياسية حتي اللقاءات السرية باتت ممنوعة . كورونا اقوي من الاتحاد الاوروبي الذي تهددت بلدانه بشكل كبير فرنسا وايطاليا واسبانيا واليونان وبلجيكا والمانيا فقد اجبرت الكورنا الاتحاد الاوروبي علي ان يغلق الجميع حدوده في وجه الاخر وفرض الاقامة الجبرية والحجر الصحي علي من يصل اي بلد بالعالم ا,غلقت المطارات ,اوقفت الرحلات الجوية الداخلية وتوقفت حركة المواصلات بكافة اشكالها بين دول الاتحاد .
لم تقدم اي دولة اوربية العون لايطاليا التي باتت تفقد كل يوم اكثر من 1000 مصاب ولم يرسل احد اجهزة التنفس الاصطناعي الي فرنسا او يقررالاتحاد الاوروبي استراتيجية موحدة للقضاء علي الفيروس ببلدانهم, كل دولة مشغولة بمصيبتها وكل دولة اصبح كل ما يهمها سلامة مواطنيها واجتياز هذه الكارثة التي باتت تهدد العالم , مع ان تطهير اوربا يتطلب تدخل عسكري مشترك لقوات مكافحه الهجوم البيولوجي والفيروسي في حلف شمال الاطلسي الي جانب القوات البرية والجوية وفرض منع تجول علي كل اوروبا ورشها بالمعقمات المتطورة علي مدار الساعه مع عمل علي الارض لكشف الحالات الجديدة ونقلها الي المستشفيات الميدانية التي يفترض ان يكون قد تم انشائها . حلف شمال الاطلسي تبخر وقد تكون كورونا استطاعت ان تشل قدرة هذا الحلف علي التدخل السريع وكشفت انه لم يتسارع قادته لوضع الخطط المحتملة لمحاربة هذا الفيروس بمجرد ان ضرب الصين . لا اعتقد ان تستمر التحالفات الاستراتيجية بالعالم وتبقي علي واقعها اذا ما خرج العالم من الكورنا سالما وباقل الخسائر فقد تكون الكورونا سببا لتغير كل اشكال تلك التحالفات واعادة صياغتها حسب ما الاحتمالات المستقبلية وخاصة اذا عرف العالم وتأكد ان ولادة الكورنا ولادة مختبرات حربية وليس ولادة طبيعية جاءت بتحالفات فيروسية متعددة ضد البشر ..!!
اذا ما استمرت الكارثة الوبائية في التفشي الي نهاية العام الحالي 2020 اتوقع ان يتفكك الاتحاد الاوروبي وحلف شمال الاطلسي وتنهار كل اتفاقيات الدفاع المشترك بالمنطقة العربية وقد تلجا الدول الناجية من الكورنا الي عقد اتفاقيات وتحالفات اكثر شمولية واكثر تخصصة وسيكون غالبها اتفاقيات وتحالفات عمل مشترك نحو الحفاظ علي بلدان كل حلف نظيفا من اي فيروسات بل وسوف يضعوا كل اجراءات الحماية لاي فيروس متوقع ,بيولوجي كان ام طبيعيا , واتوقع ان تسود الصين وتتراس العالم اقصاديا وعلميا وتكون هي راس كل التحالفات الاستراتيجية الجديدة لما يخدم البشرية بعيدا عن تسابق التسلح وتسابق صناعة الصواريخ التدميرية ليكون التوجه نحو صناعة الادوية والاكتشافات الانتي بيولوجية التي من شانها ان تقضي علي اي فيروس متطور او متحد مع اخر او مولد في مهده وقبل تفشيه . سوف تتغير خارطة التحالفات الاستراتيجية بالعالم وسوف تتغير مراكزها وقد تندثر دول وتتلاشي و تقوي دول وتضعف اخري بفعل انهيارات اقتصادية كبيرة تسبب فيها الكورونا وسوف يتغير شكل العالم بعد عهد الكرونا وقد تبرز دول اخري لم يكن لها وزن سياسي لان وزن الدول ومركزيتها بعد اليوم سيحدده العلم والتفوق العلمي والطبي والقدرة علي ايجاد كل عوامل الحماية من اي كوارث بيولوجية غامضة ككارثة الكورونا , نعم قد تتحول الحروب بعد اليوم الي حروب بيولوجية سرية يكتشفها الانسان بعد حدوث تدمير شامل وابادة شاملة لكثير من الامم وقد يختفي السلاح التقليدي ويظهر سلاح اخر اكثر فتكا بالبشر سلاح اخطر من الاسلحة النووية تعمل به وتستخدمة دول ومنظمات واجهزة استخبارات عالمية لاغراض غير انسانية تتنافي مع كل القوانين والشرائع الدولية التي انتهكت قبل ذلك من كثير من الدول دون ادني خشية ان يتحول العالم يوما من الايام الي عالم مجنون .
د. هاني العقاد
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت