معركة الكرامة الخالدة .. ملحمة بطولية شامخة في النضال العربي ضد الاحتلال الإسرائيلي

بقلم: غسان مصطفى الشامي

غسان مصطفى الشامي

تمثل معركة الكرامة التي جرت أحداثها على أرض بلدة الكرامة في الأردن من الملاحم والمعارك البطولية الشامخة التي كتب حروفها الجيش العربي الأردني والفدائيين الفلسطينيين.
وقعت معركة الكرامة الخالدة في الحادي والعشرين من مارس/ آذار عام 1968م ، وهو يوم تاريخي نضالي شامخ ، يوم أن سطر الجيش العربي الأردني بقيادة جلالة الملك حسين بن طلال بن عبد الله الأول طيب الله ثراه - والفدائيين الفلسطينيين سطروا آيات من العز و الفخار، وصد جيش الأردن عن الأمة العربية الإسلامية الخطر الداهم للاحتلال الإسرائيلي لأرضنا العربية والمرتفعات الغربية للمملكة الأردنية الهاشمية .
ويشدد كاتب المقال على أن يوم الكرامة الباسل هو يوم تاريخي كبير بكل معاني العز والفخار والانتصار الذي سطره الهاشميون والفلسطينيون البواسل في سجل التاريخ و صفحات النضال العربي ضد الكيان الإسرائيلي .
وتسجل صفحات التاريخ أن معركة الكرامة البطولية بدأت عندما حاولت قوات الجيش الإسرائيلي احتلال الضفة الشرقية لنهر الأردن من عدة جهات، إلا أن الجيش الأردني بالاشتراك مع الفدائيين الفلسطينيين وسكان قرية الكرامة ومنطقتها تصدوا للجيش الإسرائيلي في معركة استمرت أكثر من 16 ساعة، أجبرت الاحتلال الإسرائيلي على الانسحاب الكامل من أرض المعركة، وبعد 16 ساعة من القتال، انتهت المعركة، وفشلت إسرائيل في تحقيق أي من أهدافها على جميع الأصعدة، وخرجت من هذه المعركة خاسرة ماديا ومعنويا، وبدأت بالانسحاب بل وطلبت الاحتلال الإسرائيلي، ولأول مرة في تاريخ الصراع اسرائيل وقف إطلاق النار في الساعة الحادية عشرة والنصف صباح من يوم المعركة، إلا أن المملكة الأردنية أصرت وعلى لسان جلالة الملك حسين بن طلال_ على "عدم وقف إطلاق النار طالما هناك جنديا إسرائيليا واحدا شرقي النهر ".
مثلت معركة الكرامة الباسلة علامة فاصل في تاريخ مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، فقد قدم الجيش العربي الأردني في هذا اليوم الخالد 86 شهيدا وجرح 108من أبناء الجيش الأردني، وقد تكبد العدو الصهيوني خسائر كبيرة جدا قضت على معنويات الجيش الإسرائيلي بعد حرب يونيو/حزيران 1967م؛ فقد بلغت حصيلة خسائر الجيش الإسرائيلي 250 قتيل، و450 جريح إسرائيلي، كما تكبد الصهاينة خسائر مادية فادحة فاقت ثلاث أضعاف خسائره خلال حرب عام 1967م التي احتل فيها قطاع غزة والضفة الغربية ومرتفعات الجولان، حيث استطاعت القوات الأردنية الهاشمية تدمير 88 آلية مختلفة شملت 47 دبابة كبيرة ،18 ناقلة جند، 24 سيارة مسلحة، 19سيارة شحن، فيما أسقطت قوات الجيش الأردني سبع طائرات مقاتلة لقوات العدو الإسرائيلي ..
أصبحت معركة الكرامة البطولية الباسلة، حدثًا تاريخيًا مهمًا في تاريخ الأمة العربية المجيدة سطرت وقائعها بأحرف من نور على صفحات تاريخ نضالات ابناء أمتنا العربية في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، كيف لا وهي أذاقت معركة الكرامة الباسلة العدو الويلات وكبدته الخسائر الكثيرة التي لم يكن يتوقعها أضعاف أضعاف خسائره في حرب السادس من يونيو حزيران . .
لقد سطر الجيش العربي الأردني آيات الفخر والفداء في هذا اليوم الأغر وهو يدافع عن كرامة الأمة العربية الإسلامية ويدافع عن المستضعفين، ويحمل رسالة الدفاع عن شرف وكرامة هذه الأرض وشرف أمتنا العربية الإسلامية، ولقنت المعركة الجيش الإسرائيلي دراسا قاسيا في الحرب والمواجهة وتدمير خطوط الدفاع
معركة الكرامة البطولية هي علامة تمثل تحول استراتيجية حقيقية، وأعطت هذه المعركة زخماً نضالياً في التاريخ النضالي العربي المشرق في مواجهة الاحتلال الصهيوني لأرضنا الفلسطينية المباركة ..

مقال : د. غسان مصطفى الشامي
[email protected]
إلى الملتقى

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت