قبل خمسة ايام كتب الرفيق محمد بركة رئيس لجنة المتابعة لأهلنا في الداخل على صفحته على الفيس بوك مرفقا ما كتبه بصورة عن الحدث ((انه بتاريخ ٢٥/٣/١٩٧٦ اجتمع رؤساء السلطات المحلية العربية في بلدية شفاعمر و بإيعاز من حكومة اسرائيل لإلغاء الإضراب العام في يوم الأرض في ٣٠ آذار
يومها هتف توفيق زياد : لا حق لكم بإلغاء الإضراب -الشعب قرر الإضراب-
كنا مئات أو آلافاً خارج قاعة الاجتماع، وأضاف بركة في تغريدته ،كنا ننظر على ما يحصل عبر زجاج النوافذ دون أن نسمع الكلام عندما رأينا محاولة البعض الاعتداء على أبي الأمين قررنا اقتحام الاجتماع لحمايته ولحماية قرار الإضراب، وحصلت مواجهات بطولية مع الشرطة وكانت تلك فاتحة انتفاضة يوم الأرض.))
كما كتب الرفيق برهوم جرايسة في تغريدة مماثلة ((أن المكتب السياسي للحزب الشيوعي عقد، للمرة الأولى، اجتماعا سريا في بيت الفنان القدير عبد عابدي في حيفا، وأقر فيه نهائيا الإعلان عن اضراب يوم الارض في 30 آذار 1976.وقد تم اصدار القرار من خلال لجنة الدفاع عن الأراضي، التي بادر لها الحزب الشيوعي وأقامها في العام 1975، وشاركت فيها شخصيات وهيئات وطنية، وقد سقط.الشهيد الاول ليوم الأرض، سقط على مذبح الارهاب السلطوي، الرفيق خير ياسين عضو الشبيبة الشيوعية في عرابة، يوم 29 آذار))
وهكذا انفجرت بمبادرة من الشيوعيين الفلسطينيين ومشاركتهم الفاعلة انتفاضة يوم الارض هؤلاء اليوم هم اعضاء وأبناء وأحفاد القائمة المشتركة وصمام امانها، القائمة التي أربكت الحركة الصهيونية وسياستها العنصرية هؤلاء هم من يستحقون التقدير والاحترام وليس سهام النقد السياسي العدمي الأعمى أو التقليل من الشأن،
وبالعودة لتلك الملحمة الاسطورة التي فجرها شعبنا في الثلاثين من آذار عام 1976 في الجليل والمثلث والنقب بناءً على دعوة لجنة متابعة الجماهير العربية احتجاجا على قرار الحكومة الإسرائيلية مصادرة 21 ألف دونم من أراضي الجليل بحجة تحويلها لمنشئات عسكرية، وقد تحولت هذه الهبة الجماهيرية المنظمة إلى موجة شعبية عارمة من الغضب انخرط فيها كل الشعب الفلسطيني حيث تشابكت الأيادي ورصت الصفوف في مواجهة سياسة المصادرة والتهويد التي اتبعتها الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة وهدفت لابتلاع الأرض الفلسطينية وتشريد ما تبقى من سكانها، في ذلك اليوم المجيد عبر شعبنا عن عمق تمسكه بأرضه واستعداده للتضحية في سبيلها معبرا عن وحدته الشاملة، فسقط الشهداء خضر خلايله ورجا أبو ريا والشهيدة خديجة شواهنة من سخنين، والتحق بهم في ذات اليوم اسعد طه من كفركنا وخير ياسين من عرابة و رأفت علي زهري من مخيم نور شمس في طولكرم.
في هذه الهبة الجماهيرية العارمة أصيب المئات من الجرحى وفتحت السجون الإسرائيلية ابوابها فغصت بالمئات من أبناء شعبنا البواسل، لكن تضحيات شعبنا من مواجهة قرار المصادرة الجائر لم تذهب هدرا فتحت اقدامهم سقط ذلك القرار المشئوم مما أعطى كفاح شعبنا الفلسطيني دفعة جديدة وزاد من عزيمته وإصراره في الدفاع عن أرضه والتمسك بحقوقه الثابتة،
ومنذ ذلك الحين غدا يوم الثلاثين من آذار يوما وطنيا يحيه شعبنا الفلسطيني في كل مكان وتتجدد فيه العزيمة وتشمخ فيه الهامات ترتفع فيه رايات الكفاح الوطني في مختلف أماكن تواجد شعبنا الفلسطيني في الوطن والشتات وفي المخيمات على وجه الخصوص حيث تسود مظاهر أحياء هذا اليوم الخالد كافة مخيمات الوطن والشتات لتعبر بكل وضوح عن عمق الشوق والحنين للأرض المسلوبة، لجبالها وسهولها لوديانها وبياراتها لخبز الطابون واشجار اللوز والزيتون إلى الصبار الذي يؤكد إنا هنا باقون.
اليوم ونحن نحيي الذكرة 44 ليوم الارض ومع اختلاف الظروف واتساع مساحات الزمن يواجه شعبنا الفلسطيني كما الانسانية جمعاء المخاطر الناجمة عن جائحة "كورونا"، واهمية التعاضد لمواجهتها والانتصار عليها، وفي نفس الوقت فإن شعبنا يواجه ايضا استمرار محاولات فرض مخطط مؤامرة ترامب نتياهو المسمى صفقة القرن التصفوية التي تستهدف بصورة مباشرة حقوق شعبنا الفلسطيني في مختلف أماكن تواجده. الامر الذ يتطلب توحيد كل الجهود لمواجهة الجائحة والتغلب عليها كما ويتطلب استلهام دروس وعبر يوم الأرض لمواجهة مخاطر تصفية قضيتنا الوطنية وفي مقدمتها استعادة الوحدة الوطنية في مواجهة كل المخاطر والتحديات
*بقلم وليد العوض
* عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني
30 -3-2020
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت