تعد ظاهرة ترويج الشائعات من أكثر الإشكاليات التي يعاني منها المجتمع ، وخاصة فى الدول النامية، لما لها من آثار مدمرة اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا.
وبعد انتشار فيروس كورونا كثرت الشائعات وعمليات البحث عن أدعية واعشاب للشفاء من الفيروسات وانتشر فى هذه الأيام شائعة عن كتاب أخبار الزمان للكاتب إبراهيم بن سالوقية، تزامنا مع انتشار وباء كورونا اللعين.وكعادة الجماعات الإسلامية فى ترويج الشائعات ونشر الأكاذيب والأقاويل غير المحققة والظنون الكاذبة من غير أن يتثبتوا صحتها. انتشر البحث عن الكتاب كما تنتشر النار فى الهشيم.
وانتشرت على صفحات الشبكة العنكبوتية وعلى صفحات الجرائد الالكترونية العديد من عمليات البحث المتعددة علي كتاب أخبار الزمان للكاتب بن سالوقية الذي تنبأ بنهاية العالم وشهد جدالا واسعا حول ذلك الكتاب.
والمصيبة الكبرى ان الشائعة راجت بين العامة وزاد البحث عن كتاب اخر الزمان لابن سالوقية لمعرفة حقيقة المقوله المنسوبه له ، وهل هناك يوجد كتاب بهذا الاسم اخر الزمان ، ومن هو ابراهيم بن سالوقية الذي تنبأ بنهاية العالم ، واخبار فايروس كورونا.
مع البحث والتعمق في تاريخ الكتب تم اثبات انه لا يوجد كاتب على مر العصور يحمل اسم ابراهيم بن سالوقية الامر الذي يرجح ان هذه المقوله مؤلفه حديثا خصوصا عندما ذكر من خلالها شهر مارس حيث لم يتم اثبات ان الشعوب القديمة كانوا يتعاملون بالتقويم الميلادي كما أن العلماء المسلمين لم يكونوا يدونوا الأحداث بالأشهر الميلادية وإنما بالأشهر القمرية، وتم البحث في جميع المعاجم والشخصيات القديمه والحديثه فلم نعثر على عليه اذن هو شخصية وهمية.
ولا حقيقة لما يقول ان هذه الكتاب ممكن ان يكون ضمن الكتب التي تم حرقها عندما تم حرق ملايين النسخ من المكتبه العربية والاسلامية وانهاء الحضارة الاسلامية ، و يتم حاليا تداول هذا الصفحة والكلام الوارد فيه غير صحيح بتاتا فلا توجد شخصية اسمها إبراهيم بن سالوقيه.
الكتاب حقيقي واسمه أخبار الزمان للكاتب المسعودي وليس إبراهيم بن سالوقيه
اسم الكتاب: «أخبار الزمان ومن أباده الحدثان.. وعجائب البلدان والغامر بالماء والعمران»، وكتبه علي بن الحسين بن علي، المعروف باسم أبو الحسن المسعودي، وهو من ذرية عبد الله بن مسعود.
بكل تأكيد لا يوجد أي سند على حقيقة تلك النبؤة المزعومة، حيث لا وجود للكاتب المزعوم إبراهيم بن سالوقيه،و الكتاب لكاتب آخر.
اما رقم الصفحة 365 لا صحة لها حيث أن عدد صفحات الكتاب 278 صفحة فقط بحسب موقع نبأ حصري .
فإن الكتاب لايحتوي اي خبر او تنبأ عن المستقبل،كلها احداث عن تاريخ والماضي ووصف الملوك والمدن.
العقل يحكم نفسه والقارى لا بد ان يعي ماهو مكتوب حتى لا يصدق اي شي يقال في هذا الزمان وماتمر به الدول مع انتشار فايروس كورونا واغلاق دور العبادة والمساجد لا يعني ذلك صدق المقولة .
المقوله هذه ليست إلا خرافة ابتدعها الباحثين عن إثارة الذعر ونشر الشائعات بعد ظهور فايروس كورونا المستجد والاوضاع المتتابعة جراء الفايروس من اغلاق الحرمين وكساد الاسواق وتاثر الاقتصاد ، الامر الذي يظن الكثيرين انه علامات لقرب نهاية العالم .
كتاب أخبار الزمان، فهو موجود بالفعل وهو للمؤرخ أبي الحسن علي بن الحسين بن علي المسعودي، وهو مؤرخ إسلامي توفي عام 346 هجريًا، وتم إصدار الكتاب في القرن الرابع الهجري، ويحكي الكتاب عن عجائب البلدان والزمان، ومن بينها الكثير من المواضيع منها السحر، والحضارة الفرعونية في مصربحسب نفس الموقع.
أما عن نبؤة نهاية العالم ، لا يوجد أي مستند صحيح او حديث لرسول الله يتحدث عن نهاية العالم بهذه الطريقة فقد وضح لنا عليه افضل الصلوات والسلام علامات الساعة الصغرى والكبرى، فكل ما يتم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي، والمواقع الإلكترونية ينافي ما جاء بالسنة النبوية والقرآن الكريم.
على الجميع تجنب الاشاعات قدر المستطاع والبحث جيدا حول اي موضوع مثير للاهتمام قبل تصديقه حيث كثرت الاشاعات الفترة الاخيرة فيما يتعلق بنهاية العالم بعد فايروس كورونا، ، فلا يجوز نشر هذه الخرافة إلّا للتّنويه بأنّها خطأ والتحذير من تداولها للاجيال القادمة.
فرشوطى محمد صحفى ساخر ينشر فى العديد من الصحف العربية
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت