أيام من الخوف والقلق عاشها الأسير أحمد نصار وعائلته، من قرية مادما جنوب شرق نابلس، بعد مخالطته لمحقق إسرائيلي مصاب بفيروس كورونا وما حملته الحادثة من مخاوف بإصابة أحمد وثلاثة من رفاقه الأسرى بالوباء.
تحقيق وعزل
أحمد نصار الذي أفرج عنه قبل أيام من سجون الاحتلال قال في تصريحات صحفية إنه تعرض لتحقيق قاس دون أدنى اعتبار لتعليمات الوقاية من فيروس كورونا، حيث تناوب أكثر من 10 ضباط مخابرات على التحقيق معه، وأحاطوا به من كل الجهات، وصرخوا في أذنه، في ظل تلامس جسدي معهم.
يوضح نصار أنه في اليوم ال16من التحقيق، نقل وبشكل مفاجئ إلى عزل سجن الرملة، ووضع في زنزانة انفرادية مهيأة بالأساس للعزل العقابي، وليس للحجر الصحي، فهي كما وصفها أسوأ من كورونا من حيث سوء المعاملة، ونقص الطعام ورداءته، وانعدام الرعاية الطبية.
ولفت نصار إلى أنه في ذلك اليوم، وبينما كان في التحقيق، دخل "طبيب" اسرائيلي، وعلامات الهلع بادية عليه، قام بقياس درجة الحرارة المحقق والأسير وعندها قال المحقق حرفيا: "يمكن تطلع مصاب بالكورونا، أنا آخذ إجازة وبروح عند ولادي، وانت بتنزل عالحجر في الزنازين".
وأضاف المحرر نصار: "كان الهدف من وضعنا في العزل الانفرادي هو حماية ضباط الاحتلال والجنود الذين ينقلوننا، وليس وقايتنا، موضحا أنهم لم يخضعوا للفحص الطبي إلا في اليوم قبل الأخير في العزل، حيث حضر طبيب وقام بقياس حرارتهم عبر جهاز القياس عن بُعد".
قلق العائلة
بسام نصار والد الأسير أحمد قال إن إبنه اعتقل في منتصف ليلة الرابع من مارس الماضي بطريقة وحشية بعد تفجير أبواب المنزل، وبعد عدة أيام اتصل بهم محاميه ليخبرهم أن الضابط الذي يحقق مع نجله في مركز "بتاح تكفا" مصاب بفايروس "كورونا"، وأن نجله تعرض لتعذيب شديد داخل التحقيق، ونقل على إثرها للعزل في مشفى الرملة سيء السيط، وفي ظل ظروف لا إنسانية وقاسية جدا.
وبيّن والد الأسير أن اللحظات التي ترددت فيها الأخبار بإصابة أحمد بالفايروس والنفي، كانت عصيبة جدا على العائلة، التي لم تعرف النوم لأيام ودون طعام أو شراب، في ظل تعمد الاحتلال عدم إعطاء أي معلومة عن نجله أو حتى عن مكان تواجده والظروف التي يعيشها.
وأشار بسام نصار الى أنه وبعد ضغط دولي وإعلامي وحقوقي، أفرجت سلطات الاحتلال عن نجله أحمد، وخضع لفحص كورونا في مركز فحص نابلس، وأنه حاليا بعد عدم ثبوت إصابته بالفايروس، يخضع للحجر المنزلي حتى انتهاء الفترة المحددة لنشاط المرض في حال كان حاملا له.