كيان لا يعرف إلا سياسية القتل والبطش والإجرام والإمعان فيه، فاستهداف هذا الكيان لأسرانا البواسل ليس بجديد في وقت يشهد فيه العالم أجمع بما فيه هذا الكيان وباء تفشي "فيروس كورونا " ، ويتجسد هذا الإنتهاك بمصلحة السجون الصهيونية وعدم اتخاذها أية إجراءات أو تدابير للحد من انتشار أو وقاية الأسرى من خطر الإصابة بهذا الفيروس اللعين ، وهذا يعني أن هذا الاستهداف الجديد سُيلحق الأذى بالأسرى خاصة إذا ما أصيب أحدهم بهذا الفيروس من خلال السجانين ، كما حصل مؤخرًا حين تم حجر أربعة أسرى جراء تعاملهم مع أحد الحراس الذي تبين لاحقاً أنه مصاب " بفيروس كورونا " .
فالعالم بأسره يعلم بأن السجون الصهيونية بيئة خصبة ومكان مثالي لإنتشار الأمراض والأوبئة، بسبب قلة التهوية والمساحة الصغيرة للغرف والأقسام والتي لا تصلح أساساً للعيش البشري و لا تتناسب مع الاكتظاظ الكبير للأسرى داخل أقبية هذه السجون ، فإصابة واحدة يعني بدء تفشي هذا الفيروس بشكل واسع، نظرا لحالة الاكتظاظ التي يعيشونها وهذا ما يسعى له هذا الكيان الذي لم يتخذ إلى الآن أي إجراء أو تدبير وقائي لحماية الأسرى داخل أقبية هذا السجون . أما عن أوضاع أسرانا البواسل فهي تفتقد إلى أدنى مقومات الوقاية من هذا الفيروس من كافة النواحي الصحية والغذائية والنظافة وغيرها، الأمر الذي قد يؤدي إلى إنتشار هذا الفيروس القاتل بين صفوف الأسرى لا سمح الله ولا قدر في وقت البشرية جمعاء تشعر بالضجر والملل، ويحارون في وسائل رفاهيتهم داخل عزلتهم في منازلهم ، يصارع أسرانا في غياهب السجون كي لا يصاب أحدهم بهذا الوباء ، فهذه المرة الأولى التي يجدون فيها العالم أجمع خارج سجنهم وقد أضحى سجناً بشرياً عملاقاً يكتسي الكوكب وقاراته،و يستوجب الانقطاع عنه ،و لم يكن لأسرانا أن يتخيلو يوماً ما بأن الزيارة الشهرية لذويهم القادمين من العالم الخارجي، والتي تمتد لمدّة 45 دقيقة شهرياً فقط، أو زيارة محامٍ لهم، قد تصبح تهديداً في يوم ما على حياتهم.
وهذا ما يستدعي منا جميعاً الوقوف والتحرك ولفت انتباه العالم بأسره لإهمال الكيان الصهيوني لأوضاع الأسرى الصحية وتركهم رهينة للموت المتربص بهم في أي لحظة نتيجة انتشار "فيروس كورونا " بشكل سريع، لأن وصوله إلى السجون مسألة وقت فقط، حينها ستقع كارثة حقيقة كون السجون أرضية خصبة لانتشار الأوبئة والأمراض، وتقبع بها أعداد كبيرة من الأسرى في أماكن ضيقة ومكتظة فهذا الكيان ليس معنياً بالقيام بواجباته تجاه الحركة الأسيرة في ظل الظروف الراهنة والتي لا نعلم متى ستنتهي .
فسياسية الإهمال الطبي التي تمارسها مصلحة إدارة السجون الصهيونية بحق أسرانا، خاصة تتناقض تماما مع التزاماتها التي يفرضها القانون الدولي واتفاقيات جنيف ومبادئ حقوق الإنسان على هذا الكيان، القوة القائمة بالاحتلال، وتشكل انتهاكا صارخا للمواثيق الدولية ذات الصلة، ترتقي لمستوى الجرائم .
ومن هنا علينا إطلاق الصوت عالياً مطالبين كل مايعنى من مؤسسات حقوق الإنسان والمنظمات المعنية بالأسربمضاعفة تحركاتها من أجل إرغام كيان العدو على إتخاذ كافة الإجراءات اللازمة تجاه الأسرى لمنع وصول الفيروس إليهم والنيل منهم ، صحيح أن ضغوط الأسرى على مصلحة سجون الاحتلال وإرجاعهم لوجبات الطعام التي لا تسمن ولا تغني من جوع، إلى جانب خطوات أخرى، قد أرغم إدارات السجون على تعقيم غرف الأسرى، إلا أن هذه الخطوة غير كافية، ويجب تحسين الطعام من حيث الكمية والنوعية وكذلك تقديم العلاجات الطبية للاسرى المرضى لتقوية المناعة لديهم لانه كلما كانت المناعة قوية، فبإمكانها مقاومة الفيروس والإنتصار عليه وهزيمته.
وأخيراً هذا الكيان يستغل فيروس كورونا ابتغاء النيل من صمود أسرانا وعلينا منعه من ذلك بكل الوسائل والسبل المتاحة فأسرانا البواسل اليوم في معركة مواجهة كرونا والاحتلال .
بقلم د. وسيم وني / مدير مركز رؤية للدراسات والأبحاث في لبنان
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت