السلطانة بكتيريا

بقلم: أحمد رمضان أبوخديجة

أحمد رمضان أبوخديجة

عندنا في بلادنا الخضراء الجميلة : ما دمت من المشاهير .. ما دمت مشهورا ؛ فحق لسيادتك أن تتكلم في كل شيء و عن أي شيء في ظل مواهبك و فيما هو خارج عن مواهبك .. لك الحق و الحق مكفول لك ؛ فقل ما شئت فلن يحاسبك أحد .. كورونا ! ... نعم نعم أعرفه بشحمه و لحمه .. عفريت ظهر بالشرق .. إذن من المؤكد أنه صناعة غربية .. نعم فإنه لا يخفى على أحد الديون التي وقعت فيها تلك الولايات .. و لما ظهرت حالات الحمى بذلك العفريت في بلاد الغرب و أصبحت هي الأخرى منكوبة .. . إذن ليس بمستبعد أن يكون صناعة شرقية !.... و حالما أعلنت إحدى الزعامات أن لديها عُقارا لهذا الوباء صنعته لعفريت كورونا على الفور قلنا : خلقوا العفريت و معهم الإلكترومايكنك " .. من أحضر العفريت عليه أن يصرفه" و تطالعك مواصفات و توصيفات لذلك الكائن العجيب الذي يغزو الغطارف قبل السفاسف ..
 و يقف عند محطة الحنجرة أربعة أيام و تختلف الحسابات كل لحظة و أخرى .. و ليس هناك مشكلة في الحسابات و لا في الوصف و لا في العدد فالأوراق أوراقنا و الدفاتر وفْرٌ عندنا .. و تسمع مشهورا و عالما مطربشا أو معمما جاء ليؤصل لخطوات الفيروس من الكتاب و السنة .. و حيثما تأتيه معلومة يربطها بأصل و كأن الوحي يتنزل من السماء على الإعلام الذي لا يعرف الكذب و من ثم ترى أمثال هؤلاء يتلقفون الكلام بأفواههم ..
 و في النهاية و بعد الفحص و بعد المحص و بعد التدقيق نرى أن السلطات و وسائل الإعلام تدق على الطبل المصنَّع و ليس في تلك المعمعة طوال أسابيع من الرعب متخصص طلع على شاشة رسمية ليتكلم .. و بعد مشوار من الحيرة طلعت علينا إحدى الشاشات التي احترمت ما تبقى من عقولنا و جاءت بأساتذة الصدر المتخصصين ليؤكدوا أن ذلك العفريت لا يمنعه من الولوج للرئتين شيء من العوائق الزمنية أو الموانع المادية فهو على الفور و في ثوان يصل إلى مراده في الرئتين ...... ............... و لكن إذا اختفى المارد حل محله الحمار فأصبح بين عشية و ضحاها عفريتا داس و دعس و ظهر و انتعش .. " و قديما قالت لي أمي إن غاب القط العب يا فار" ....................................... عبث خلفه من يخلقون إفكا ...
 لماذا نترك عفريت الإنفلونزا يدخل R.N.A و يخرج و يترك البدن أو أنه ينبعث للآخرين على نفس صورته كما اعترى الأبدان لابد إذن من هندسته فيصبح ماردا لا تصرفه العقاقير .. لماذا لا نحمّله على الطيور و ما أكثرها مهاجرة في الدنا الواسعة أو مقيمة و كل ذلك يحيا بين أمة البشر و حولها ... و لماذا لا نحمله الخنازير.. ذلك الكائن الذي يحمل دواعي المرض و لا يمرض.. و كما تعلمون فالخنازير مكانس الطبيعة و قد خلقت لحكمة .. و المرَدة تكثر و وراءها شياطين إنسية ما عرف التاريخ لها مثيلا .. إنها ملهاة علمية و عبثية وراءها أعتى عقول و أعلى فهوم و لكن الوجوه إنسية و تحوي الصدور مراد الذئاب ... و قد طالعتنا الأخبار عما ينتظر البشرية من مفاجآت .. انتظروا أنفلونزا الفئران و بعدها القطط و الكلاب ..
و مع تقديري لمن يدعي مستجدات ذلك دون تدخل و دون هندسة و تطورات و طفرات مصطنعة إلا أن الأمر معلن عندنا منذ سنين فكيف يكون الأمر معروفا مسبقا ثم نقول بالمستجدات .. أي طفرة تحدث لكائن ليس حيا إنها بلا أدنى شك طفرات نعم و لكنها طفرات مصطنعة .. و للأسف كما قلنا كوميديا علمية و عبثية وراءها علماء .. ................................................ (
و أعتقد جازما أن الإعلان بأن كورونا مستجد لا مصطنع إنما هو وقع على الطبل الذي يدق عليه مسؤولون في الغرب ؛ حفاظا على كرامتهم ؛ ذلك لورود الكارثة التي نحن فيها على ألسنتهم و منذ أكثر من سنة و هي كارثة حقا لكنها أقل خطرا من ولايته.. شيء مؤلم حقا حين تسمع مركزا علميا في مجال التقنية الحيوية يعلن أن بإمكانه قتل عشرين مليونا في غضون أيام.. شيء محزن حقا.. .. فبدلا من توفير القوت ، فهو يعلن : "ما أكثر القوت لمن يموت .." هل يمر مثل ذلك الإعلان دون النظر فيه ما دام يصدر عن مسؤولين في مجال معتبر ؟!. هل من العقل أن يتم تمرير مثل تلك التصريحات و اعتبارها غير مسؤولة ؟!. و أخشى أن نكذب في مجال العلم بأمر ، و ندعي نتائج بأمر و نضرب على الطبل بأمر ..).. علماؤنا سخّروا البكتيريا لتصنع لنا الأنسولين و غير ذلك مما يعود بالنفع العام .. تقنية و هندسة إنسانية الدفع تحمل شرف الغايات و الوسائل .. و من المعلوم أن البكتيريا لها دور في محاربة الفيروسات في أوساط عدة فهي تخشى على نفسها ككائن حي من ذلك الفيروس الذي بإمكانه القضاء عليها و على منظومتها الحيوية فهي توجه له الضربة القاضية فتقطعه أو تفصل قواعده بقطع الروابط الهيدروجينة و من ثم تنجو من شره .. .................................................
 و أتساءل لماذا لا نسلط .. أكرر كلامي : لماذا لا نسلط البكتيريا على أي فيروس أيا كان جنسه في أي وسط حيوي متاح ثم نشاهد ماذا ستفعل تلك السلطانة التي تخشى على عرشها من الزوال ـ نشاهد كيف ستقضي البكتيريا على ذلك الكائن الكذاب .. هل من الممكن أن نجرب ذلك في حيز خلية نحل العسل و ننظر بما ترجع البكتيريا من عجائب تلك المملكة بأن تقضي على أعدائها و من ثم أعداء النحل ؟!.. فإذا كنا نجحنا في تسخير البكتيريا ، فهل من الممكن أن نسلط نسلط البكتيريا لقتل كل ما يستجد أيا كان مطفرا أم غير ذلك ؟!..


  أحمد رمضان أبوخديجة
  الأفق الجميل بئر العبد من أرض القداسة سيناء ...............................................................
 

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت