كيف تبدو حياة المسؤول المباشر عن فحص عينات الكورونا في غزة؟

"حين أقود سيارتي مع الساعة 7.00 صباحاً لا أعلم متى سأعود إلى المنزل، أكثر من 18 يوماً مرت دون تناول وجبة طعام واحدة مع أسرتي، إني افتقدهم كثيرا"، بهذه الكلمات عبًر المسؤول المباشر عن فحص عينات الكورونا في المختبر المركزي بغزة هاني المقيد عن طريقة حياته الجديدة، فكل شيء تغير منذ اعتماد المختبر الذي يعمل به كمركز لفحص عينات فيروس الكورونا في قطاع غزة.

المقيد الأب لأربعة أبناء أكبرهم في الثانوية العامة يشير إلى أن حياته اختلفت كثيراً فبات غير قادر على رؤية أبناءه ومتابعتهم، وعادة حين يعود إلى المنزل تكون الساعة تجاوزت الواحدة أو الثانية بعد منتصف الليل.

وعن موقف ابناءه من عمله، يشير المقيد أن ابناءه ينظرون له بالكثير من الفخر، لكنهم وبعد تسجيل تأكيد عدد من الاصابات بغزة باتوا أكثر حذراً في التعامل معه، مشيراً إلى سعادته بحرص أطفاله على صحتهم.

وفي غرفة العزل المصممة خصيصاً لغرض الفحص بالمختبر، يصف المقيد أجواء الغرفة بأنها تكون خالية من الهواء، حيث يعمل جهاز مخصص للتعقيم على سحب الهواء من الغرفة أولاً بأول، وفيها يعمل المقيد بأقصى درجة من التركيز  فأي خطأ قد يقع به خلال الفحص قد يؤدي إلى اصابته فالطاقم الطبي الذي يتعامل مع الفيروس، الذي يصنف على أنه شديد العدوى، قد يكونوا عرضة للإصابة اذا لم يلتزم بدقة بالتعليمات.

ويلفت المختص بالبيولوجيا الجزئية أنه برفقة زملاءه يتعرضون للإرهاق الشديد والصداع وآلام الظهر جراء ساعات العمل الطويلة حيث يتم احضار عشرات وأحيانا أكثر من مئة عينة دفعة واحدة  للتأكد من خلوها من الفيروس.

وتجدر الاشارة إلى أن الكوادر الطبية المخبرية العاملة في غزة  وكغيرها  الكوادر الصحية العاملة في القطاع المحاصر منذ 14 عاماً تعاني من سوء الأوضاع الاقتصادية حيث لم يتلقى الكادر الصحي راتبه بشكل كامل منذ سنوات، حيث تبتغي الكوادر الصحية وفقاً المقيد الثواب من الله على الجهود المضاعفة التي تبذلها.حسب تقرير لوزارة الصحة في غزة

 

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - غزة