في ظل ما يحياه العالم من وباء عالمي بسبب فيروس كورونا الذي يستهدف البشر، وينتشر في كافة أنحاء العالم كالنار بالهشيم ، تقف دول عالم بكل وسائل التقدم التكنلوجية الحديثة عاجزة على مواجهة هذا الوباء الذي يهدد بالموت نصف سكان العالم؛ حتى الولايات المتحدة الأمريكية التي تتباهى بقوتها باتت عاجزة ومشلولة عن مواجهة هذا الوباء العالمي .
تواجه فلسطين المحاصرة فيروس (كورونا) رغم ظروف الحصار إسرائيلي الظالم والإمكانيات القليلة حيث يتواصل الحصار الظالم علينا، وسط قلة الأدوية والمعدات الصحية اللازمة لمواجهة فيروس كورونا؛ في المقابل يواصل الكيان الإسرائيلي جرائمه بحق الأرض والإنسان الفلسطيني؛ بل يواصل جرائمه بحق أكثر من 5000 آلاف أسير فلسطيني يقبعون في سجون الاحتلال يواجهون الموت بسبب فيروس ( كورونا )، بل ويرفض الاحتلال الاسرائيلي الافراج عنهم أو اتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة لمنع وصول عدوة الفيروس لهم.
إن أسرنا البواسل في سجون الاحتلال يواجهون أبشع أساليب التعذيب البدني والنفسي، ويعيشون في زنازين وسجون الاحتلال التي تفتقد لأدنى وسائل الحياة؛ حيث تحيط بهم الأمراض من كل جانب، ويعشون في ظروف إنسانية سيئة في سجون الاحتلال.
إن سجون الاحتلال وأقسام العزل والزنازين والغرف المكتظة في السجون تفتقر لأدنى وسائل التهوية والتعقيم الصحي والإجراءات الوقائية التي تحمي أسرنا من وصول هذا الوباء؛ لذا فان إمكانية انتشار الفيروس عالية بين الأسرى وسط أخبار عن إصابة عدد من الأسرى وقيام الاحتلال بعزلهم.
إن أهالي الأسرى الأبطال وكل أبناء شعبنا الفلسطيني يعيشون قلق دائم ومعاناة يوميا على الأسرى في السجون ، حيث تم اكتشاف وجود إصابات بفيروس ( كورونا ) في أحد مراكز التحقيق شمال فلسطين المحتلة.
إن هذا الوباء العالمي الذي يحصد يوميا ألاف الأرواح، و لازالت الدولة المتعقدة عاجزة على مواجهة والتعامل معه، فكيف بآلاف الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال الإسرائيلي الذي يحتجزون في زنازين وأماكن تفتقر لأدنى وسائل الحماية الصحية والتعقيم .
إن إدارة السجون الإسرائيلية ومنذ إعلان حالة الطوارئ في كيان الاحتلال لم تقم بأي إجراءات وقائية لازمة للحفاظ على حياة الأسرى، فهم مهددون دوما حسب ظروفهم الصحية للإصابة بهذا الفيروس القاتل، حيث إن إدارة السجون قامت بالتشديد على من يدخل على الأسرى، وقامت بإلغاء زيارات العائلات والمحامين والهيئات الحقوقية .
حسب الاحصائيات والأرقام الخاصة بالأسرى فإن هناك من بين الأسرى عدد كبير من المرضى يصل عددهم إلى 700 أسير بينهم 200 يعانون من أمراض مزمنة منها القلب والسرطان والكلى.
إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تواصل جرائمها بحق أسرنا البواسل، وتواصل منع 140 صنفا من مشترياتهم؛ وجزء منها هي مواد التنظيف التي هي أهم عنصر للوقاية من فيروس الكورونا؛ في المقابل فإن سلطات السجون ستخلي سبيل خمسين سجينا جنائيا بسبب فيروس كورونا؛ وهناك أكثر من 5000 أسير فلسطيني يواجهون الموت في كل لحظة لا تنظر إليهم سلطات السجون بل ستتركهم يواجهون الموت لوحدهم !!!.
إن أسرانا البواسل يواجهون لوحدهم هذا الفيروس القاتل وسط ظلم المجتمع الدولي وتقاعس الهيئات الأممية عن الوقوف بجانبهم والعمل الجاد على الافراج عنهم وتوفير الحماية الدولية والأممية اللازمة لهم من أجل مواجهة هذا الفيروس القاتل وضمان إنقاذهم.
قلم / د. غسان مصطفى الشامي
إلى الملتقى ،،
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت