لا يمكننا انكار خقيقة جلية أمامنا بأن كورونا أثر على العولمة لدرجة أنه بات يهددها، فالكل يعلم بأن العالم خلال الثلاثة عقود الماضية بات قرية كونية وأن العولمة تخدم مشاريع لأنظمة رأسمالية، لكن لم يفرق كورونا كما نرى بين فقير وغني حتى أنه بات يطلق مصطلح اشراكية المرض، ويعتبر كورونا اليوم امتحانا للعولمة حتى أنها فشلت أمام هذا الفيروس، لكن على النقيض من ذلك نرى من يقول بأن العولمة لن تنتهي من فيروس كورونا، لكن سيكون له اثر على العولمة، فالاوبئة كتب عنها في روايات وبأنها ستحل على البشر، فكورونا أحد الأوبئة التي كتب عنها، ولم يسمى الفيروس حينها بكورونا،
الا أنه كتب عن وباء مخيف سيحل على العالم، وها هو كورونا يفتك بالبشر، فيبدوا بأن العالم مقبل على مستقبل قاتم ، لا سيما ونحن الآن نقف مدافعين عن انفسنا أمام فيروس شرس، والمشكلة بأنه حتى اللحظة لا علاج قريب يلوح في الأفق لهذا الفيروس، ولكن أوّد أشير هنا إلى كتاب عنوانه بناء الكون ومصير الإنسان لهشام طالب، الذي صدر في عام ٢٠٠٥حيث أشار في كتابه إلى ما كتبه عالم الفلك البريطاني مارتن ريس، في كتابه، الذي صدر في عام ٢٠٠٣ ، وعنوان الكتاب "ساعتنا الأخيرة"،
ويتحدث ريس في الكتاب عن الارهاب البيولوجي، وارهاب المعرفة القاتلة، وقال بان عام ٢٠٢٠ هو عام الخطأ البيولوجي، وهنا اشار بأن اشرارا يختبرون فيروسا معدلا وراثيا يمكنه قتل مليون إنسان، وان احتمال فناء الكون نسبته تعادل ٥٠% فيبدو بأن ريس تنبأ بمستقبل قاتم للبشرية في ظل تحكم مجموعة من أناس بالاقتصاد العالمي عبر رأسمالية متوحشة تريد تدوير الاقتصاد لصالحها.
فالبشرية بهذا الفيروس ربما على موعد بمستقبل قاتم بات ينتظرها، وكورونا ما هو الا بداية كوارث من حرب ارهابية بيولوجية ، فلا أحد يعلم إلى أين البشر ماضون في ظل تواصل كورونا في انتشاره السريع، ولا علاج له حتى اللحظة ، إنما كلها تجارب على ادوية، واللقاح لكورونا قد يستغرق زمنا لصنعه لتحصين للبشر ، فالصورة تبدو قاتمة عن مستقبل تحكمه رأسمالية متوحشة هدفها التحكم بمصير الكون ، ففيروس كورونا بتفشيه يبدو بانه هزم العولمة . .
عطا الله شاهين
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت