أكد رئيس حركة "حماس" في قطاع غزة يحيى السنوار أن الحركة تعمل على أن يبقى القطاع خاليًا من كورونا، وحتى الآن نجحنا في تحقيق هذا الهدف.
ولفت السنوار خلال لقاء تفاعلي على قناة الأقصى مساء الخميس أنه تم وضع خطة طوارئ بمرجعية حكومية من كل من وزارة الداخلية، ووزارة الصحة، والوزارات المعنية.
ودعا المواطنين إلى الالتزام بأقصى ما يستطيعون بالإرشادات الصحية، وتقليص الحركة، والابتعاد عن التجمعات والاكتظاظ.
وأكد السنوار أنه في ظل التوقعات العالمية باستمرار هذه الأزمة لفترة طويلة، نجهز حاليًا مكانًا مكونًا من غرف تتسع لشخص أو اثنين، وخلال أيام قليلة سنسلمها لوزارة الصحة.
وطالب الجهات المانحة بتزويد القطاع بأجهزة التنفس الصناعي، وكل المعدات الصحية اللازمة لمواجهة أزمة كورونا.
وشدد على أن المقاومة قادرة على إرغام الاحتلال الإسرائيلي على إدخال أدوات مواجهة فيروس كورونا، وسنأخذ ما نريده "خاوة".
وقال إنه "في الوقت الذي نكون فيه مضطرين إلى أجهزة تنفس لمرضانا أو طعام لشعبنا، فإننا مستعدون وقادرون على إرغام الاحتلال على ذلك."
إجراءات خاصة
ودعا لتضافر الجهود الإنسانية لتجاوز أزمة كورونا، معبرًا عن تضامنه مع شعوب أمتنا والعالم الذين ضربتهم هذه الجائحة الكبرى.
وقال السنوار: شرعنا في بحث الإجراءات الخاصة بتفادي دخول فيروس كورونا إلى غزة منذ 5 فبراير الماضي، وواجهنا صعوبات في ذلك الوقت بافتتاح مراكز حجر صحي في خانيونس، واتخذنا قرارًا بإنشاء مركز حجر صحي في معبر رفح لاستقبال المسافرين من الصين.
وأضاف "أننا نفذنا في شهر فبراير مشروع إنشاء مركز حجر صحي في معبر رفح خلال يومين فقط، مكون من أكثر من 54 غرفة بتكلفة 130 ألف دولار خلال يومين فقط، ليكون مركز حجر إجباري للعائدين من الدول الموبوءة."
ونوه السنوار بأن الالتزام بالحجر المنزلي غير كافٍ، وقد يشكل خطرًا كبيرًا على المواطنين إذا كان هناك حالة مصابة واحدة، لذلك اتخذنا القرار بالحجر الإجباري لكل العائدين إلى غزة منذ 14 مارس.
وقال السنوار "نعلم أن قرار الحجر الإجباري صعب وقاسٍ جدًا، وأننا سنواجه انتقادات، لكننا اتخذنا هذا القرار الصعب؛ لكي نمنع الوباء من الدخول إلى غزة."
وأشار إلى أن "إمكانية منع دخول فيروس كورونا إلى قطاع غزة أسهل من الضفة الغربية؛ لقلة المعابر، ولكن في الضفة الغربية هناك عدد لا محدود من نقاط الانتقال بين الضفة وأراضي الـ48."
ودعا السنوار "أهلنا في الضفة الغربية إلى الالتزام بكل الإجراءات، وأخْذ أقصى درجات الحذر."
وقال "لا أريد أن أقلل من أهمية التزام المواطنين بالإجراءات الاحترازية، ولكننا حتى اللحظة نجحنا في عزل كل الحالات المصابة، ولا توجد إصابة خارج مراكز الحجر، لذلك لا داعي لفرض حظر التجوال وتقسيم المدن."
الحجر الصحي
ونبه إلى أن" الحجر المنزلي تقريبًا انتهى، دون أن تظهر نتائج سلبية بحمد الله، وأطالب هؤلاء الإخوة الذين طلبنا منهم أن يحجروا أنفسهم منزليًا بأن يلتزموا بيوتهم فترة إضافية."
ولفت إلى أن كل مركز من مراكز الحجر، حين يأتي العائدون من قطاع غزة، يتم جمعهم وفق إجراءات مشددة في الحجر الصحي، هم والقوة الأمنية، والطاقم الطبي، لا يغادر منهم أحد، وسنحاسب أي حالة تسرُّب من مراكز الحجر.
ونبه السنوار إلى أنه يتم تعقيم كل البضائع الواردة إلى غزة، مبينًا أن الحركة أعدت خطة لتأمين وصول المواد الغذائية إلى المواطنين.
خط الدفاع الأول
وشكر السنوار العاملين وزارة الصحة وقيادتها، ومن خلفهم كل الأطباء، ووزارة التنمية الاجتماعية، وأصحاب المبادرات على ما بذلوه من جهود كبيرة.
وتقدم السنوار بعظيم الشكر والامتنان والتقدير للأجهزة الأمنية، وعلى رأسهم اللواء توفيق أبو نعيم، الذين مثّلوا الخط الأول للدفاع عن قطاع غزة، ومنع دخول الفيروس إلى القطاع.
وقال ط أتقدم بالشكر للفدائيين، الإخوة السبعة المصابين من جهاز الشرطة، والحمد لله حالتهم في تحسن مستمر."
وأكد السنوار أن" قائد كتائب القسام أبو خالد الضيف يتابع عن قرب هذه الأزمة، وأعطى تعليماته بتجنيد كل مقدرات الكتائب للمساعدة في تجاوز هذه الأزمة."
خطوات داعمة
وأكد السنوار أنه" تم تخصيص مليون دولار لتوزيعها على 10 آلاف عائلة تعمل بالمياومة، وتضرروا من خلال الإجراءات التي تم اتخاذها، ووقف الكثير من المصالح الاقتصادية."
وقال "نعلم تمامًا أن هذا المبلغ بسيط، ولا يمكن أن يحل الأزمة، ولكننا نعمل على أن يصل إلى أكثر العائلات حاجة، ونشجع المبادرات، خاصة مبادرة عائلة واحدة التي يتبرع فيها موظفو غزة على الرغم من ضائقتهم، للعائلات المتضررة."
وأضاف "خصصنا 10 ملايين دولار من المنحة القطرية لتوزيعها على فئة العمال، والأسر الفقيرة، ونعلم أنها غير كافية، لكن هذه إمكاناتنا، ونحتاج إلى أضعاف هذا المبلغ لكي نقول إننا حللنا المشكلة."
وتابع "سنستمر في مساعدة العائلات الفقيرة من خلال المنحة القطرية، ومبادرة عائلة واحدة، ومشروع مساعدة المياومة، وقررنا رفع الضرائب عن السلع الأساسية، وأمرنا بتأمين المخزون الاستراتيجي للسلع."
وطالب السنوار "أبناء شعبنا بالتكافل الاجتماعي والاهتمام بجيرانهم وأقاربهم، داعيًا المواطنين إلى تقليص النفقات، لنعطي أنفسنا قدرة لمواجهة الأزمة لأطول مدة."
وأكد أنه "لا يوجد أي تمييز بين أبناء حماس وأبناء شعبنا في الحجر الصحي، ولدينا عدد من قيادات الحركة، وقيادات الفصائل محجورين إجباريًا."
وتقدم بالشكر لكل من قام بمبادرة فردية أو جماعية، وهذه الحالة تعبر عن أصالة أبناء الشعب الفلسطيني.
وعبّر السنوار عن شكره لدولة قطر على مساعدتهم ووقوفهم إلى جانبنا لاعتمادهم المنحة التي تساعد العائلات الفقيرة، وتساعد في حل أزمة الكهرباء.
إغلاق المعابر
وأكد السنوار أنه لا يمكن إغلاق المعابر أمام المسافرين من المرضى، وإلا فنحن نحكم عليهم بالموت.
وتابع:" لدينا قرابة 400 مريض سرطان في غزة، لا يمكننا الحكم عليهم بالموت، لكن حين عودتهم يخضعون للحجر الإجباري."
وقال: "السلطة أرسلت لنا 1500 أنبوبة فارغة والتي تستخدم لأخذ العينات من المشتبه في إصابتهم."
وأضاف: "وصَلَنا من رام الله عدد 2 كيت لفحص كورونا، يمكننا فحص حوالي 200 شخص فقط، ولو لا سمح الله أُصيب أحد في المخيمات، يلزمنا فحص حوالي أكثر من 600 شخص في ليلة واحدة."
الأسرى
وأكد رئيس حركة حماس في قطاع غزة أن "الحركة تراقب الحالة الصحية لأسرانا في سجون الاحتلال في ظل تفشي أزمة كورونا."
وقال إن "حماس قد تتخذ إجراءاتٍ كبيرةً في حال تقاعس الاحتلال في حماية الأسرى صحيًا، ونتمنى أن يسلمهم الله، وأن يقدرنا على تحريرهم."
وأكد السنوار أن" الحركة مستعدة لتقديم تنازل جزئي في موضوع الجنود الأسرى لديها مقابل إفراج الاحتلال عن الأسرى كبار السن والمرضى كمبادرة إنسانية في ظل أزمة كورونا."
ونبه بأن "مشاورات صفقة الأسرى توقفت منذ بداية الأزمة السياسية داخل الكيان الصهيوني، وأقول لأسرانا إننا لن ننساهم، وإن شاء الله يكون لهم فرج قريب."
وتابع "أننا قلنا لكل الوسطاء إنه لا يمكن البدء بمفاوضات صفقة جديدة قبل حل مشكلة إعادة اعتقال محرري صفقة شاليط."
في السياق ذاته، تقدم السنوار بأحر التعازي والمواساة لذوي الشهيد إسلام دويكات، وللأسير القائد إبراهيم حامد لوفاة والدته، وأحر التعازي لأهالي المناضلة تريزا هلسة.
موظفو غزة
وفيما يتعلق بموظفي الحكومة، قال السنوار "إننا ننظر إليهم على أنهم جزء أساسي في الدفاع عن شعبنا، وحمايته من انتشار وباء كورونا."
وأضاف "نعلم أن 40% من رواتب موظفي غزة أقل مما يستحقون، لكننا نبذل كل جهودنا لتوفيرها، لذلك نعبر عن عظيم شكرنا وتقديرنا لهؤلاء المقاتلين الذين لا يقل دورهم عن دور المقاومين على نقاط الرباط."
اللاجئون بلبنان
وقال السنوار إن" اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات لبنان يعيشون ظروفًا صعبة، ربما تفوق قسوة وضعنا في قطاع غزة."
وأكد أن "حركة حماس تبذل جهودًا قدر المستطاع لمساعدة إخوتنا في مخيمات لبنان."