طبيبة متطوعة بالحجر الصحي .. "جئت طوعا وتلبية لنداء الانتماء لهذا الوطن"

انوار ارميلية تتواجد في مكان يتجنب المواطن زيارته والمقيم فيه مؤقتا ينتظر نتائج الفحوصات الطبية وانقضاء المدة المحددة له ليغادر المكان شاكر الله على سلامته وممتنا للقائمين على إدارة المكان, وخدمة النزلاء فيه قسرا. بل تتواجد في مكان قد يتذرع بعض زملائها واصحاب الاختصاص والمكلفين بمبررات لعدم التواجد في المكان. فهو ليس مكان للنزهة, وليس الجبهة الامامية فحسب بل هو خطوط الاشتباك المتقدمة مع العدو وجائحة العصر فيروس الكورونا  وجها لوجه واحتمال وارد إصابة الطبيب او اي كادر طبي في الخط الأمامي للتعامل مع المصابين او الذين يخضعون للحجر الطبي الذي خصصته وزارة الصحة في احد مباني جامعة الاستقلال بأريحا للمواطنين القادمين من خارج الوطن والحالات المشتبه بها ومكان للعزل الطبي للمصابين.

ارميلية الحاصلة على شهادة الطب من دولة والكوبا والتي تعمل في جامعة الاستقلال, لديها كل الذرائع لعدم التواجد بالمكان لانها غير مكلفة وليست موظفة على كادر الصحة وقد تتذرع انها أنثى...و..لكنها اصرت على التطوع والتواجد في المكان لخدمة ابناء شعبها وتكون جندي متقدم في معركة المواجهة.

 وهي اول طبيبة فلسطينية تاتي طوعا وبدون مقابل للعمل بمكان الحجر الصحي تقول "جئت طوعا وتلبية لنداء الانتماء لهذا الوطن وخدمة ابناء شعبي وهذا واجب وليس منة او فضل ففلسطين تستحق منا ارواحنا واموالنا اضافة الى نداء الواجب الانساني والمهني كطبيبة"، مشيرة انها لقيت الدعم من الاهل وكذلك تشجيع وعدم معارضة الجامعة كونها تتواجد منذ اكثر من اسبوع لمراقبة ومتابعة الاوضاع الصحية للذين يخضعون للحجر الصحي.

وبدات مرهقة وتتصبب عرقا وهي تحاول إزاحة الكمامة  للحديث من داخل بدلة بيضاء محكمة الاغلاق وواقي زجاجي للوجه تسلمتها اليوم من نقابة الاطباء الفلسطينية لتوفير مزيدا من الحماية والوقاية خلال تعاملها مع النزلاء المقيمين مؤقتا. وأضافت الطبيبة ارميلية "يتابع العمل والاقامة بشكل متواصل معنا دكتور الطب الوقائي طارق الحواش من قبل وزارة الصحة"، واصفة العمل بالمرهق والمحفوف بالمخاطر "ولكن عندما يخرج من وقع عليه الحجر سليما او من كان مصابا مشافى نشعر أننا ترجمنا رسالتنا الطبية ودورنا في خدمة ابناء شعبنا الذي يستحق كل شيء ".

وبينت ارميلية ان المقيم في مكان الحجر يتلقى الرعاية من مختلف الجوانب الصحية والمعيشية الى جانب المكان فضاء مفتوح به حدائق وساحات مشيرة  الى ان دولة فلسطين وبحكمة الرئيس واهتمام الحكومة وشهادة منظمة الصحة العالمية ومنظمات مختصة بهذا المجال سجلت خطوات وتدابير احترازية لموجهة جائحة الفيروس مبكرا "وأننا رغم الإمكانيات المتواضعة نسجل صمودا ونجاحا في مواجهة المرض."

 ونوهت ارميلية انها وكل الكادر الطبي وكل العاملين بمكان الحجر وكل الجهود الرسمية والشعبية يأملون من المواطن البقاء بالبيت والالتزام بتعليمات القرارات الصادرة عن الحكومة ووزارة الصحة مشيرة بوجودكم بالبيت تحافظون على أرواح أولادكم وأهلكم وابناء الوطن فلسطين.

ووصف الطبيب بشار احمد مسؤول فرع نقابة الاطباء بالمحافظة مبادرتها بالتطوع بانها خطوة رائدة وتعكس جراتها كطبيبة في العمل بالميدان وانها تعكس موقف الطبيب الفلسطيني الملتزم والمنتمي لوطنه واستمرار لجيل من الأطباء الفلسطينيين الذين كانو في مقدمة المعارك الصحية والانسانية والوطنية وجزء أصيل من الشعب الفلسطيني.

ويتواجد في مكان الحجر الصحي ما بين 40-50 مقيمين مؤقتا تحت الحجر الصحي الى جانب 4 اشخاص يخضعون للعزل الطبي ويتلقون المتابعة والعناية من كادر مركز الحجر واجراء الفحوصات الدورية والاهتمام من قبل الحكومة.

المصدر: - اريحا - عبد الرحمن االقاسم