كيف تبدو معنويات الفريق الطبي داخل مراكز الحجر الصحي بغزة؟

كورونا

"أنا انسان وأشعر في الكثير من الأحيان بالخوف، لكن حين يتعلق الأمر بحياة الجميع فأنا على استعداد  لتقديم حياتي لحماية بلدي"، بهذه العبارة بدأ الطبيب غسان مطر بالحديث عن تجربته من داخل مقر الحجر الصحي في فندق البلوبيتش والذي يقدم فيه الخدمة الطبية مع 4 حكماء لمئات المستضافين داخل الفندق الذي خصص كمركز للحجر الصحي غرب مدينة غزة.

الطبيب مطر والذي تواصلت معه عبر الهاتف ، قال إنه لم يغادر الحجر الصحي منذ يوم الخميس 21 مارس من الشهر الماضي حيث  يفتقد  زوجته وأهله كثيراً فلا وسيلة متاحة للتواصل سوى  عبر الهاتف الخلوي والذي يحمل خلاله الكثير من العبرات والدعاء له بالسلامة.

ويقول الطبيب غسان: إنه لا يعمل فقط كطبيب داخل مراكز الحجر بل يقدم الدعم النفسي أيضاً للأطفال والنساء وحتى الرجال الذين في كثير من الأحيان يصابون بالخوف، مشيراً إلى أن أصعب الأوقات على المستضافين تكون حين انتظار نتائج الفحوصات، وأن مشاعر الفرح تبدو واضحة حين يعلم الشخص أن فحصه أثبت خلوه من فيروس كورونا.

ويلفت الدكتور غسان إلى أن الطاقم الطبي المتواجد تعرض لتدريبات مكثفة حول أدق التفاصيل في العمل مع المحجورين، إلى جانب الطريقة السليمة للبس المعدات الخاصة وخلعها، لافتاً إلى أن أي خلل في اتباع التعليمات يشكل خطراً على الفريق الصحي.

وحول توافر الامكانيات، يشير إلى أن وزارة الصحة وكافة الجهات الحكومية توفر جميع المستلزمات والأدوية الخاصة بالمرضى و المستضافين وبعضها تكون أدوية باهظة الثمن، خصوصاً لمرضى الأورام، وأنه وفريقه يتولون التغيير على الجروح لمن أجروا عمليات بالخارج والكثير من المهام في علاج الأمراض وتقديم الرعاية الطبية.

وحول عبئ العمل، يشير د. مطر إلى أن العبئ كبير على الفريق الطبي، لكنه مقتنع تماماً بطريقة العمل حيث يضطر الفريق الطبي العامل إلى الخضوع للحجر الصحي بعد انتهاء فترة عمله، وبالتالي لا تستنزف طاقات الفريق الطبي في ظل الزيادة في أعداد المستضافين داخل مقرات الحجر الصحي.

وبرز دور التضحيات التي تبذلها الكوادر الصحية جلياً، خلال جائحة كورونا التي باتت تهدد دول العالم أجمع، حيث أبرزت الجائحة  حجم العمل والرعاية والتضحية التي تقدمها الكوادر الصحية لتبين رسالة واضحة للعالم أجمع أن الطواقم الصحية هي خط الدفاع الأول عن الإنسانية بل حتى عن الوجود الإنساني.

 

المصدر: - تقرير: إبراهيم شقوره