قال الباحث المختص بشؤون الأسرى الفلسطينيين عبد الناصر فروانة ان "مبادرة يحيى السنوار قائد حركة "حماس" في قطاع غزة، بتقديم تنازلات جزئية ذات علاقة بالإسرائيليين المأسورين لدى "حماس" في غزة، مقابل ان يفرج الاحتلال عن الأسرى المرضى وكبار السن، تحمل ابعادا إنسانية وتعكس قلقا على حياة الأسرى الفلسطينيين وحرصا عليهم، وهي خطوة مهمة جداً في الظرف الراهن، وتأتي استكمالا للجهود السياسية والقانونية والحقوقية والإعلامية التي بذلت وتُبذل لأجل انقاذ الأسرى وحمايتهم من خطر "كورونا"، لكنها ربما تكون الخطوة الأهم من وجهة نظري، في ظل غياب تأثير المؤسسات الدولية واستمرار الاستهتار الاسرائيلي وعدم التجاوب مع تلك الجهود".
وكتب فروانة قائلا : لذا فان ما قاله بالأمس "أبو ابراهيم" أحدث حراكا تفاعليا وحوارياً كبيرا لدى الأوساط الإسرائيلية، السياسية والأمنية وتصدّر اليوم عناوين وسائل الاعلام العبرية المختلفة. وأعتقد جازما بأن مبادرته هذه ستُحدث حراكا جادا في ملف الأسرى، وقد تُحدث اختراقا مهما للوصول الى تفاهمات جزئية، كما وستكون مهمة نحو معالجة قضايا ذات مصالح مشتركة لدى الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي."
وتابع "ان ما يمكن أن يتحقق في المدى القريب سيشكل اساسا لحوارات أشمل تتعلق بعدة قضايا ومنها اتمام صفقة تبادل شاملة (وفاء الأحرار2) في وقت لاحق.
لكني لا أرى أن الحكومة الإسرائيلية جاهزة في الوقت الراهن لدفع استحقاقات التبادلية وإبرام صفقة تبادل شاملة تلبي المطالب الفلسطينية، لذا فهي تحاول ومنذ فترة ليس بالقصيرة ربط ملف الأسرى بالملفات الأخرى لتقليل الثمن الذي ستدفعه في هذا الصدد. وهنا على الجانب الفلسطيني أن ينتبه لذلك جيدا."
وقال فروانة "كما وعلينا ان لا نراهن بالمطلق على " البعد الإنساني" لدى الطرف الآخر، حيث أن الإسرائيليين قد فقدوا الإحساس وما يمكن أن نسميه "الحس الإنساني" في تعاملهم مع الفلسطينيين."
واضاف "لذا فالمطلوب منكم أخي أبو ابراهيم، ومن الآخرين كافة، الاستمرار في بذل مزيد من الجهد على كافة الصعد والمستويات، واستمرار الضغط على الحكومة الإسرائيلية لدفعها نحو قبول المبادرة من جانب، واحترام الاتفاقيات والمواثيق الدولية وتلبية النداءات والمطالبات الحقوقية المتعلقة بمعاملة الأسرى والمعتقلين وحمايتهم من خطر "كورونا". فمبادرة "السنوار" هي مكمل للجهود الأخرى ويجب ان لا تكون بديلا عنها. فالجهود تتكامل والمسؤولية جماعية. "