نجوم في زمن الكورونا العم أبو صالح

بقلم: ماجد عبد العزيز غانم

ماجد غانم

 بعيدا عن الهموم السياسية التي تشغل بال الشعب الاردني دوما وحرصا على تمتين العلاقات والروابط بين كل فئات المجتمع الاردني ، ارتأيت في هذا اليوم ان اكتب عن احدى المبادرات الوطنية الاردنية والتي كان وما زال عملها الخيري والانساني حديث المجتمع الجرشي ، حيث رأيت ان الكتابة بخصوصها في هذا الظرف العصيب الذي يمر به الاردن وباقي دول العالم سيكون له الاثر الايجابي في ظهور العديد من المبادرات المجتمعية التكافلية في وطننا والتي نحن بأمس الحاجة لها بالتوازي مع عمل الهيئات الاردنية الرسمية والتي لن نبخسها حقها ايضا فهي تقوم بواجبات كبيرة لا مجال لحصرها .

وائل الطيطي أو أبو صالح كما يحب أن ينادى ، نعم هو نجم من النجوم المتلألئة في وطني الحبيب هذه الايام ، لم تكن مبادرته هذه الا تتويجا لعمله السابق كمعلم في مدارس وزارة التربية والتعليم ، حيث كانت مشيئة الله قد رسمت  مسارا جديدا لحياته العملية بعد تقاعده من سلك التعليم ، ولم يكن هذا المسار الا استمرارا ودواما لعمل الخير الذي كان وما زال من شيمه وشيم شعبنا الاردني .

أما عن مبادرته فقد بدأها بشكل متواضع من خلال انشاء صفحة على تطبيق الفيس بوك تعنى بأحوال وقضايا مجتمعه الصغير في مخيم سوف بمحافظة جرش تحت اسم ( أهالي مخيم سوف مبادرات و اقتراحات ) وكان ذلك قبل قرابة الأربعة أعوام ، وكان القرار ان لا تكون هذه الصفحة كما غيرها ساحة جدال سياسي او شغب لغوي ، كانت فقط لخدمة هذا المجتمع الصغير من خلال منشورات توعوية وتوجيهية لأهالي هذا المجتمع في جميع الجوانب الدينية والاجتماعية والصحية والخدماتية ، حيث قام من خلال هذه الصفحة بطرح العديد من المبادرات والتي لاقت تجاوبا ملحوظا بل ورواجا في المجتمع الاردني ايضا وكان على رأسها مبادرة ( العزاء لأهل الميت والتوقف عن صنع الطعام ) بعد الدفن والذي بات مرهقا لجيوب أهالي المتوفين ، وكانت هذه المبادرة هي الأولى في مجتمعنا الاردني في هذا الجانب ، وكان ان تبنت هذه المبادرة عدة جهات في المجتمع الاردني .

 ونظرا لثقة اهل هذا المجتمع الصغير في عدده والكبير في شأنه بهذا النجم بدأ نشاط صفحة المبادرات والتي يديرها بحرفية ومهنية عالية بدأ يتخصص بالجانب الانساني خاصة وأن المجتمع الذي يعيش فيه كان فيه من الفقر والبطالة والحاجة ما يتطلب جهود اكثر من جهة للحد منها والوقوف على احتياجاتها ، وهذا ما كان حيث بدأ بتوفير بعض الاجهزة الطبية والادوية غالية الثمن لغير القادرين من المرضى من خلال تبرعات عينية تأتي من اوجه الخير الكثيرة التي وثقت به ومن ضمنها بعض الصيدليات والأطباء في محافظة جرش ، ثم تطور الامر الى تقديم مبالغ نقدية للأسر الفقيرة ، وأقساط جامعات لبعض الطلبة المحتاجين ، لا بل وصل الامر الى اجراء بعض العمليات الجراحية البسيطة لبعض الفقراء من خلال التبرعات والتي كانت تأتي خاصة من ابناء المخيم المغتربين اللذين وضعوا ثقتهم وما زالوا به .

المقام يطول هنا لبيان اعمال الخير التي تمت وما زالت من خلال هذه الصفحة التي يديرها ، لكن في هذه الايام وفي خضم المعركة التي تخوضها البشرية جمعاء لمكافحة فايروس كورونا كانت نجومية هذه الصفحة هي الابرز على مستوى محافظة جرش فالطرود الغذائية والادوية والمعونات ما زالت مستمرة لأبناء المنطقة رغم صعوبة الامر .

الأمر الواجب ذكره هنا انه يتحرى الدقة عند تقديم أي معونة من خلال التعاون والتنسيق مع الجهات والجمعيات التي تقوم على مثل هذا العمل في نفس المنطقة بحيث لا يكون هناك تضارب في العمل الخيري ، والاشارة هنا مهمة ويجب التركيز عليها وهي ان كل اعمال الخير التي قدمت من خلال هذه الصفحة كانت تتم بهدوء وبدون ذكر اسماء وبعيدا عن اضواء الكاميرات التي ما زلنا نشاهدها عند بعض الجهات للأسف.

كما ذكرت سابقا المقام يطول لو اردنا احصاء اعمال الخير التي قدمت وما تزال ، لكن الامر الذي يجب التوقف عنده ان هذا النجم ورغم معاناته من المرض الا انه ما زال يواصل الليل بالنهار لديمومة عمل الخير من خلال هذه الصفحة ، ولا يمكن ان يمر يوم دون ان نقرأ عن عمل خير جديد من خلال صفحته صفحة المبادرات .

 لم أكن لأكتب عن هذا النجم وعن هذه الصفحة لولا انني اريد أن ارى مثل هذا العمل في كل حي وكل مدينة ومخيم في اردننا الحبيب ، فنحن الان احوج ما نكون الى هذه الصورة المشرقة من الثقة والتكافل بين افراد المجتمع ، ولن انسى أن اوجه الشكر لكل الجهات الخيرية في هذه المنطقة فجهودهم ايضا ملموسة ، والشكر لله ومن بعده لأبناء هذا المخيم المغتربين اللذين وضعوا كل ثقتهم بهذا النجم الذي لن نوفيه حقه مهما قلنا او كتبنا .

 

ماجد غانم

 

شيكاغو /الولايات المتحدة

السبت 4/4/2020

هاتف 0013125197932

[email protected]

 

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت