التصريحات الصحفية التي أطلقها مؤخراً وزير جيش الاحتلال " نيفتالي بينت " ، والتي ربط فيها السماح في إدخال أية مساعدات لقطاع غزة ، تتعلق بمكافحة فيروس كورونا ، بمدى التقدم الذي تحرزه في محاولة استعادة الجنديين الأسيرين لدى فصائل المقاومة في غزة ، عندما قال : " عندما يكون هناك نقاش حول المجال الإنساني في غزة فإن إسرائيل لها أيضا احتياجات إنسانية تتمثل أساسا في استعادة من سقطوا في الحرب " .
هذه التصريحات الغير أخلاقية أو إنسانية ، استدعت على الفور رداً حازماً جازماً ، أولاً من قبل الأخ يحيى السنوار رئيس حركة حماس في قطاع غزة ، واضعاً في معرض رده الخيار العسكري ، عندما أكد على أنّ " المقاومة قادرة على إرغام الاحتلال على إدخال أدوات مواجهة فيروس كورونا ، وسنأخذ ما نريده عنوة " . مضيفاً : " في الوقت الذي نكون فيه مضطرين إلى أجهزة تنفس لمرضانا أو طعام لشعبنا ، فإننا مستعدون وقادرون على إرغام الاحتلال على ذلك . وإذا وجدنا أن مصابي فيروس كورونا في غزة لا يقدرون على التنفس سنقطع النفس عن 6 ملايين مستوطن " . الرد لم يخلو في المقابل من طرح مبادرة إنسانية في ظل تفشي فيروس " كورونا " ، تتعلق بتقديم ما أسماه ب" التنازل الجزئي " في موضوع الجنود الأسرى لدى المقاومة ، مقابل الإفراج عن أسرانا الأبطال من كبار السن والمرضى في سجون العدو .
وختم السنوار تصريحه ، متوجهاً إلى أسرانا : " أقول لأسرانا إننا لن ننساهم ، وإن شاء الله يكون لهم فرج قريب " . وأعقب تصريح الأخ السنوار ، تصريحاً ثانياً للأخ زياد نخالة الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي ، قال فيه : " تحديات جديدة تنشأ ولن تنتظر أحداً لذلك علينا جميعا ألاّ نترك شعبنا الفلسطيني لمزيد من الجوع ، ولمزيد من الاذلال ، وخاصة في قطاع غزه المحاصر منذ سنوات طويلة " . مضيفاً : " أن الموت يطرق أبواب الجميع بقوة وبلا رحمة ، فإننا نقول لن نموت وحدنا ، وعلى قيادات العدو الصهيوني أن تدرك ، أنّ استمرار الحصار والاستمرار بتسويق الوهم على أن إسرائيل محصنة لن يجدي نفعاً . وموضحاً : " أنّ المقاومة تملك المبادرة ، وفي أي لحظة للدفاع عن الشعب الفلسطيني والقتال من أجل حياة كريمة لشعبنا ومن أجل أسرانا " . ومؤكداً : " أن أي تهديد لحياة الشعب الفلسطيني عبر استمرار الحصار سيشمل الجميع بدون استثناء . وعلى العدو أن يختار بين الملاجئ وما يترتب عليها ، أو إنهاء الحصار والاستجابة لإطلاق سراح أسرانا " .
التصريحات المزدوجة للأخوين أبو طارق نخالة وأبو إبراهيم اسنوار ، رسالة بالغة الأهمية ، في توقيتٍ بالغ الخطورة ، بسبب الإنفلات السريع لفيروس " كورونا " ، الذي يجتاح العالم من دون رحمة ، وشعبنا وأهلنا الذين يعيشون في ظروف بالغة الحراجة والقسوة ، بسبب حصار جيش الاحتلال المفروض على قطاع غزة ، والأسرى القابعين في السجون والمعتقلات ، الذين يتعرضون لأبشع الممارسات والإجراءات التعسفية الإجرامية من قبل إدارة سجون كيان الاحتلال ، في أمس الحاجة في هذه الظروف إلى رفع الظلم عنهم . وأيضاً هذه مسؤولية المجتمع الدولي الذي دعته مؤسسة الضمير في بيان لها إلى الضغط على الكيان ، من أجل إجباره على الإلتزام بواجباته ، والسماح بإدخال كافة الاحتياجات الطبية إلى قطاع غزة ، وخاصة الأجهزة والمعدات الطبية اللازمة للفحص الطبي لفيروس " كورونا " .
كما طالبت المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية ، بتوفير المستلزمات الطبية التي يحتاجها القطاع الصحي في غزة ، للمساعدة في مواجهة انتشار الفيروس . على قادة الكيان أن يدركوا جيداً ما حملته تلك التصريحات من الجدية في الذهاب إلى الخيار العسكري إذا ما استمر جيش الاحتلال وقادته وحكومته في التعنت في تنفيذ سياساتهم الهادفة إلى النيل من إرادة وعزيمة وإصرار شعبنا في استمراره على الصمود ، بالرغم من كل التحديات وجسامتها .
رامز مصطفى
كاتب فلسطيني
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت