انتهكت قوات الاحتلال الإسرائيلي قواعد القانون الدولي واستغلت جائحة كورونا وانشغال المجتمع الدولي في مواجهة الجائحة بتدمير مزروعات الفلسطينيين على امتداد السياج الفاصل شرقي قطاع غزة، فيما تواصل فرض حصارها المشدد على قطاع غزة.حسب بيان لمركز الميزان لحقوق الإنسان
هذا وشرعت الطائرات الإسرائيلية صباح الأحد الموافق 5/4/2020، برش المبيدات الكيميائية من الجو في المناطق القريبة من السياج الشرقي الفاصل شرقي قطاع غزة، وبدأت عمليات الرش في الصباح الباكر للمناطق الشرقية لمحافظة غزة، وصولاً إلى المناطق الشمالية الشرقية من المحافظة الوسطى. وطالت عمليات الرش أراضي المواطنين الزراعية في تلك المناطق. وتستمر عمليات الرش في قطاع غزة حتى وقت إصدار البيان.
وبحسب المعلومات التي جمعها باحثو مركز الميزان لحقوق الإنسان، فقد شرعت الطائرات الإسرائيلية عند حوالي الساعة 6:30 من صباح الأحد الموافق 5/4/2020، برش المبيدات الكيميائية من الجو في المناطق القريبة من السياج الشرقي الفاصل شرق مدينة غزة، وتواصلت العملية لمدة ثلاثة ساعات تقريباً في محافظة غزة، وطالت الأراضي الزراعية في المناطق الشرقية الممتدة شرق مدينة غزة، لتنتقل بعدها إلى المحافظة الوسطى.
وبحسب شهود العيان من المزارعين الذين تزامنت عمليات الرش مع تواجدهم في أراضيهم الزراعية بالقرب من السياج الشرقي الفاصل، فإن قوات الاحتلال أشعلت عند حوالي الساعة 6:20 من صباح اليوم نفسه إطارات مطاطية كان ينبعث منها دخاناً أسوداً في الجانب الإسرائيلي شرق السياج لمعرفة اتجاه الرياح - وهي عملية تقوم بها قوات الاحتلال دائماً وتسبق عمليات الرش بحسب المزارعين- وبعد عدة دقائق، شرعت طائرة بالتحليق فوق السياج الفاصل وقامت برش المبيدات الكيميائية التي كان ينتشر رذاذها تجاه أراضي المزارعين الفلسطينيين في الجانب الغربي من السياج.
وتأتي عمليات الرش وسط انشغال العالم في مواجهة جائحة كورونا، فيما تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي فرض حصارها المشدد على قطاع غزة، وتضعف من قدرته على التعامل مع جائحة كورونا، وفي ظل انهيار الاقتصاد وتفشي البطالة والفقر، ووسط تحذيرات عالمية من تأثر إمدادات الغذاء حول العالم، وبدلاً من القيام بواجبها القانوني كقوة قائمة بالاحتلال في مساندة قطاع الصحة الفلسطينية وتقديم غوث دوائي وغذائي، تقوم بتدمير قدرة السكان في قطاع غزة على تأمين غذائهم من خلال زراعة أراضيهم.
مركز الميزان لحقوق الإنسان جدد استنكاره الشديد لعمليات الرش الجوي التي تقوم بها قوات الاحتلال، محذرا في الوقت ذاته من آثارها الكارثية على حياة المواطنين الفلسطينيين ومستقبل الإنتاج الزراعي والأوضاع الاقتصادية والصحية، لا سيما أن عمليات الرش تأتي في ظل تفشي فايروس كورونا (كوفيد 19)، ما يستدعي الحفاظ على البيئة ومكوناتها وتعزيز الجهود لتوفير الأغذية الصحية والمياه النظيفة التي تساعد في تقوية المناعة لمواجهة هذه الجائحة، إلا أن قوات الاحتلال تمعن في إلحاق الأذى في السكان الفلسطينيين وممتلكاتهم، وتعرض الطبيعة لخطر التلوث، في ظل تدهور صحة البيئة في قطاع غزة ما يعزز مخاوف مركز الميزان من وقوع كارثة إنسانية.
طالب مركز الميزان المجتمع الدولي بالقيام بواجباته القانونية والأخلاقية، والتدخل لمنع سلطات الاحتلال من مواصلة استخدام المبيدات الزراعية بهدف إبادة مزروعات الفلسطينيين وتعريض حياتهم للخطر، والتدخل الفاعل لوقف الانتهاكات الإسرائيلية، والعمل على رفع الحصار عن قطاع غزة، وملاحقة ومسائلة كل من يشتبه في ارتكابهم انتهاكات جسيمة لمبادئ القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني.