تلقى نايف حواتمة، الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين رسالة من رئيس جمهورية فنزويلا البوليفارية نيكولاس مادورو موروس، عرض له فيها بالتفاصيل الضرورية ما تخطط له إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب من مخططات تخريبية تهدف إلى تنظيم جيش من المرتزقة، وعصابات المخدرات والإجرام المنظم، وتوفير السلاح والمال اللازم لها، لتغزو فنزويلا من داخل كولومبيا، بالتعاون مع المنشق غوايدو، المرتبط بالمصالح الأميركية والناشط في خدمتها، وضد مصالح بلاده وشعبها.
ولفت الرئيس مادورو أن بلاده تجابه هذه المؤامرات الأميركية في الوقت نفسه تجابه جائحة كورونا، التي تحاول الإمبريالية الأميركية إستغلالها لضرب مصالح شعب فنزويلا وإستقراره والتعدي على الشرعية القانونية لقيادته السياسية.
وحرصت رسالة مادورو على أن تلفت انتباه الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين المنظمات السياسية والحركات الإجتماعية في كافة أنحاء العالم إلى الإجراءات المتهورة والإجرامية التي تتخذها إدارة دونالد ترامب، التي وعلى الرغم من التسارع المخيف لإنتشار 19-COVID الذي يؤثر على الشعب الأمريكي، مازالت مصممة على تعميق سياستها العوانية ضد سيادة دول في المنطقة، وخاصة ضد الشعب الفنزويلي.
وأضاف مادورو إنه خلال الوباء، قامت الحكومة الأمريكية، بدلا من التركيز على سياسات التعاون العالمي في الصحة والوقاية، بزيادة الإجراءات القسرية الأحادية الجانب، ورفضت طلبات من المجتمع الدولي لرفع أو مرونة العقوبات غير القانونية التي تمنع فنزويلا من الحصول على الأدوية والمعدات الطبية والغذائية.
في الوقت نفسه، منعت الرحلات الجوية الإنسانية من الولايات المتحدة إلى فنزويلا لإعادة مئات الفنزويليين المحاصرين في الأزمة الاقتصادية والصحية في البلد الشمالي.
وقال مادورو إذ تدين فنزويلا هذه الحقائق الخطيرة، فإنها تؤكد على إرادة لا تتزعزع في الحفاظ على علاقة الاحترام والتعاون مع جميع الأمم، وخاصة في هذا الظرف الذي لم يسبق له مثيل والذي يجبر الحكومات المسؤولة على العمل معاً ووضع خلافاتها جانباً، كما هو الحال مع وباء .COVID-19
في ظل هذه الظروف الخطيرة، أطلب – من جديد - دعمكم القيّم في مواجهة هذا الاضطهاد التعسفي غير العادي، الذي يتم تنفيذه من خلال نسخة جديدة من تلك المكارثية الفاسدة التي أطلق العنان لها بعد الحرب العالمية الثانية. في ذلك الوقت، قاموا عمدا بتصنيف خصومهم كشيوعيين من أجل اضطهادهم؛ واليوم يفعلون ذلك عن طريق الفئات الغريبة للإرهابيين أو تجار المخدرات، دون وجود أي دليل على الإطلاق. لذلك فإن إدانة وشجب هذه الهجمات التي لا مبرر لها اليوم ضد فنزويلا سيكون مفيداً للغاية لمنع واشنطن غدا من إطلاق حملات مماثلة ضد شعوب وحكومات أخرى في العالم. يجب علينا جميع الالتزام بمبادئ ميثاق الأمم المتحدة لمنع أن تؤدي أحادية القطب المفرطة إلى فوضى دولية.
وطمأن مادورو بأن فنزويلا ستستمر بحزم في نضالها من أجل السلام مهما كانت الظروف، وستنتصر. لذلك، لا يمكن لأي عدوان إمبريالي، مهما كان شرساً، أن يصرفنا عن مسار السيادة والاستقلال الذي صغناه منذ أكثر من 200 عام، وأن يزحزحنا أبدا عن الالتزام المقدس بالحفاظ على حياة وصحة شعبنا في مواجهة الوباء العالمي المخيف.COVID-19
وخلص الرئيس مادورو إلى القول أغتنم هذه الفرصة لأعرب عن تضامني وعن تضامن الشعب الفنزويلي مع كافة شعوب العالم التي تعاني اليوم نتائج خطيرة بسبب آثار هذا الوباء. الدرس الذي يمكن أن نستخلصه من هذه التجربة المريرة هو أنا مجتمعين يمكننا أن نسير نحو الأمام. فالنماذج السياسية والاقتصادية التي تكرّس الأنانية والفردية أثبتت فشلها الكامل في مواجهة هذا الوضع. فنحن نسير بخطى ثابتة نحو عالم أكثر عدالة ومساواة اجتماعية تكون فيه سعادة ورفاه الإنسان محور عملنا.
وختم قائلاً: أعبّر لكم عن شكري على تضامنكم الدائم مع بلدي وشعبي من خلال إدانتكم الحصار الإجرامي الذي نخضع له نحن ودول أخرى في العالم. وأغتنم الفرصة لأعرب لكم عن فائق احترامي وتقديري، وأدعوكم لمواصلة العمل معا لخلق مستقبل أكثر أملا وكرامة.■