أشارت بيانات المسح الأسري لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في المناطق الفلسطينية المحتلة قبل يومين (الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة دون مناطق العام 1948) وذلك للعام 2019، أن نسبة الأطفال الفلسطينيين (10ـــــ17 سنة) الذين استخدموا الشبكة العنكبوتية (الإنترنت) بلغت 66%، بواقع 69% في الضفة الغربية و62% في قطاع غزة، و68% للأطفال الذكور مقارنة بـ 63% للطفلات الإناث، وعن وتيرة الاستخدام للانترنت أظهرت البيانات أن 67% من الأطفال الذين استخدموا الانترنت استخدموه مرة واحدة في اليوم على الأقل بواقع 72% للذكور مقارنة بـ61% للإناث، وأن 28% من الأطفال الذين استخدموا الإنترنت استخدموه مرة واحدة في الأسبوع على الأقل ولكن ليس يومياً بواقع 24% للذكور مقارنة بـ 33% للإناث. وقالت بيانات المسح المنشورة مؤخراً، أن 84% من الأسر ضبطت عدد ساعات استخدام الانترنت اليومية لأطفالها (5-17 سنة) في فلسطين، بواقع 82% في الضفة الغربية مقابل 86% في قطاع غزة خلال عام 2019.
وأظهرت بيانات العام 2019 أن نسبة الأطفال (10-17 سنة) الذين استخدموا شبكات التواصل الاجتماعي أو المهني بلغت 64% في فلسطين بواقع، 71% في الضفة الغربية و54% في قطاع غزة، وحسب الجنس فقد بلغت 73% للأطفال الذكور مقارنة بـ 55% للإناث.
وأضافت بيانات مسح العنف في المجتمع الفلسطيني للعام 2019 أن 9% من الأطفال (12-17 سنة) تعرضوا لأحد أشكال العنف الالكتروني (التعرض للابتزاز والتهديد والتحرش والشتم والإهانة عبر مواقع التواصل الاجتماعي) من قبل آخرين عبر استخدامهم مواقع التواصل الاجتماعي بواقع 8% للذكور مقارنة بـ10% للإناث.
أما النشاط الفعال والمفيد للأطفال خارج نطاق استخدام الشبكة العنكبوتية، فاشارت المعطيات بأن خُمس الأطفال اشتركوا في الألعاب الرياضية الداخلية والخارجية ونحو 3% فقط منهم قاموا بنشاط القراءة.
وأشارت بيانات مسح استخدام الوقت أن 20% من الأطفال في الفئة العمرية (10-17 سنة) اشتركوا في الألعاب الرياضية الداخلية والخارجية بمعدل (ساعة و42 دقيقة) في اليوم لمن قاموا بالنشاط في فلسطين؛ منها 32% للذكور مقابل 6% للإناث. و3% من الأطفال في الفئة العمرية (10-17) سنة قاموا بنشاط القراءة بمعدل (43 دقيقة) لمن قاموا بالنشاط في اليوم في فلسطين؛ منها 1% للذكور مقابل 6% للإناث. وأن 3% من الأطفال في الفئة العمرية (10-17) سنة ذهبوا الى المنتـزهات. العامة/الحدائق والعروض بمعدل (ساعتين و16 دقيقة) لمن قاموا بالنشاط في اليوم في فلسطين.
الأرقام اعلاه، تؤكد وجود زيادة مضطردة في استخدام الشبكة العنكبوتية في فلسطين من قبل الأطفال والفتيان، وهو ايجابي في وجهٍ من وجوهه، لكن سلبي في وجه أخر. فالغرق في استخدام الشبكة دون ضوابط يعني انفلات مسلمات التربية والتوجيه.
وعليه، وعلى ضوء توفر دفق الشبكة العنكبوتية في غالبية الدور في فلسطين، ماذا يفعل أطفالنا في المنازل، خاصة في الفترة الحالية، مع عملية (الحجر الصحي) لإتقاء شرور (وباء كورونا). فالدراسة عن بعد عبر وسائل الإتصال اصبحت وسيلة هامة وضرورية للتحصيل العلمي في ظل التوقف عن الذهاب الى المدارس، تلك الوسائل التي لاتخفي سلوك جزء كبير من الأطفال والفتيان لإستغلال الإقامة في المنازل لتجيير الشبكة العنكبوتية، ليس للدراسة والتحصيل العلمي فقط، انما لإدارة اللهو والألعاب والإستخدام الضار، واحياناً المؤذي للشبكة العنكبوتية.
وهنا نورد بعض المعطيات العالمية للفترات الأخيرة قبل حالة (الحجر الصحي) على مستوى العالم بأسره، فقد موقع Facebook أن عدد المستخدمين النشطين عنده يقدر بنحو 2.2 مليار مستخدم شهريًا و 1.4 مليار مستخدم نشط يوميًا. وهناك أكثر من 300 مليون صورة تم تحميلها على Facebook كل يوم. وعدد الزيارات الشهرية على يوتيوب تبلغ 1.5 مليار زيارة كل شهر. ويقضي المشاهدون ما يعادل ساعة يوميًا لمشاهدة مقاطع فيديو YouTube.. ويتم تحميل 300 ساعة من الفيديوهات كل دقيقة على YouTube.. هناك أكثر من خمس مليار مشاهدة للفيديوهات كل يوم.
ولدى (انستغرام) أكثر من 800 مليون مستخدم نشط شهريًا. ومنذ انشاء (انستغرام) تمت مشاركة أكثر من 40 مليار صورة. وعدد مستخدمي (انستغرام) النشطين يومياً أكثر من 500 مليون. ويتم تحميل 95 مليون صورة على (انستغرام) يوميًا. ويتم التفاعل و عمل حوالي 4.2 مليار إعجاب (لايك) كل يوم.
ويقدر عدد مُستخدمي (واتس اب) بنحو 700 مليون مستخدم نشط شهريًا. كما ويتم استخدامه في 109 دولة. وهناك ما يقرب من 320 مليون مستخدم نشط يوميًا على (واتس اب). ويُسجّل مليون شخص على (واتس اب) يوميًا. ويتم إرسال 42 مليار نص تقريبًا ويتم مشاركة 1.6 مليار صورة عبر تطبيق (واتس آب) يوميًا.
ويقدر عدد المستخدمين المسجلين على (تويتر) بـ 1.3 مليار. وفي الوقت الذي سبق واقعة (الحجر الصحي)، يوجد لدى (تويتر) أكثر من 330 مليون مستخدم نشط شهريًا. ويبلغ عدد المستخدمين النشطين يوميًا على (تويتر) حوالي 100 مليون. ويتم تسجيل ما يقرب من 460.000 حساب جديد على (تويتر) كل يوم.
أخيراً، عندما امتلك التلميذ والطالب حاسوب (كومبيوتر) تراجعت كفاءاته في الكتابة، من ناحية الصياغة، ومن ناحية جمالية الخط، وقراءة المادة الورقية، بما فيها المناهج الصفية التعليمية. تماماً كما يُقال الآن (بالمقارنة) بأن استخدام العطر جعلنا ننسى رائحة الورد. لذلك فإن عملية (الحجر الصحي) المؤقتة، يجب أن تترافق مع توجيه اسري عائلي في المنزل، ومتابعة للأطفال والفتيان من كلا الجنسين، مع توجيه وارشاد حازم. وإلاّ سنجد أنفسنا مع جيلٍ غارق في الإستهلاك الشكلي للمعارف، بل ولتشويهات مايتم بثه بشكل مقصود أحياناً عبر وسائل الإتصال والشبكة العنكبوتية من قبل جهاتٍ مختلفة، في سياق الحروب باستخدام المعلوماتية.
لانا بدوان
ناشطة نسائية
دراسات عليا بالقانون الدولي
جامعة موسكو
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت