تقرير محاربة كوفيد-19 تتطلب المزيد من الجهود الجماعية وتخفيف القومية الأصلية

قال خبراء إنه يتعين على زعماء العالم "التخفيف من القومية الأصلية وليس تأجيجها"، من أجل تحقيق انتصار جماعي على كوفيد-19 الذي أصاب أكثر من 1.4 مليون شخص مع 80 ألف حالة وفاة حتى يوم الثلاثاء.

وقال روبرت لورانس كوهن، رئيس مؤسسة كوهن، لوكالة أنباء "شينخوا" في مقابلة أجرتها معه مؤخرا، "إن الطريقة الوحيدة لإنهاء الأوبئة هي الجماعية، الوقت الوحيد الذي يكون فيه أي شخص في العالم في أمان هو عندما يكون الجميع في العالم في أمان".

وقال كوهن إن "القيادة المستنيرة يجب أن تهدئ القومية الأصلية، لا أن تأججها. لا يمكننا أن نسمح بأن يكون الإرهاق المتبادل هو أملنا الأخير. الوباء والقومية يصنعان مشروبا ضارا، وإذا لم نكن حذرين، ربما نحصل عليه".

وأضاف "لا يتطلب الأمر ذكاء لإشعال المشاعر بخطاب ساذج أو إهانات سياسية. يجب أن يعمل الأشخاص العقلانيون معا وألا يسمح للهامشين بتبديد القدرة على محاربة عدو مشترك".

وقال هنري كيسنغر، وزير الخارجية الأمريكي الأسبق ومستشار الأمن القومي في إدارتي نيكسون وفورد، في تعليق نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" في 3 أبريل، "يتعامل القادة مع الأزمة على أساس وطني إلى حد كبير، لكن آثار تفكك المجتمع بسبب الفيروس لا تعترف بالحدود".

وأضاف كيسنغر في مقال بعنوان "وباء فيروس كورونا سيغير إلى الأبد النظام العالمي"، "لا يمكن لأي بلد، ولا حتى الولايات المتحدة، أن تتغلب على الفيروس بجهد وطني بحت. يجب أن تقترن معالجة ضرورات اللحظة في نهاية المطاف برؤية وبرنامج تعاونيين عالميين. إذا لم نتمكن من القيام بالاثنين في نفس الوقت، فسوف نواجه الأسوأ".

وقال إن "ضبط النفس ضروري من جميع الجوانب في كل من السياسة الداخلية والدبلوماسية الدولية. يجب تحديد الأولويات".

وقال كوهن "سيكون احتواء الجدل أكثر صعوبة من احتواء فيروس كورونا".

--العدو مشترك

وأضاف كوهن أن ما يمكن أن يوحد عالمنا الممزق والمنقسم معا عندما يكون هناك عدو مشترك يهدد الجميع -- غزو كائنات من الفضاء الخارجي، مضيفا أن الوضع لا يختلف مع فيروس كورونا الجديد سوى أنه جاء من الفضاء الداخلي.

وقال "إن أوجه التشابه بين غزو فضائي وفيروس شديد العدوى أمر لافت للنظر: لا يفرق أي منهما بين البشر ومازال كل منهما يزعجنا ويحرقنا، بغض النظر عن الجنسية والعرق والدين والأنظمة السياسية".

وقال كسينغر "نحن نعيش فترة تاريخية. التحدي التاريخي للقادة يتمثل في إدارة الأزمة أثناء بناء المستقبل. الفشل يمكن أن يضع العالم في النار".

وقال تشي تشيون تشو، استاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة باكنيل في ولاية بنسلفانيا الأمريكية، إن قمة قادة العشرين الافتراضية الأخيرة بعثت برسالة تعاون وتضامن وضخت الثقة في الحرب العالمية ضد الفيروس.

وأضاف تشو "أعتقد أن الزعماء توحدوا خلال هذه الأزمة كما يتضح من البيان المشترك الذي صدر بعد المؤتمر".

وتعهد قادة مجموعة العشرين "بالقيام بكل ما يلزم للتغلب على الوباء" وتعهدوا بضخ 5 تريليونات دولار أمريكي من الإنفاق المالي في الاقتصاد العالمي لتخفيف الأثر الاقتصادي لكوفيد-19.

واتفقوا أيضا على مساعدة البلدان النامية والبلدان الأقل نموا ذات النظم الصحي الضعيف لمواجهة هذا التحدي.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - واشنطن (شينخوا)