قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس،"رجاء، ضعوا تسييس كوفيد في الحجر الصحي. إذا أردنا أن ننتصر، فينبغي عدم تضييع الوقت في توجيه أصابع الاتهام هنا وهناك. الوحدة هي الخيار الوحيد لهزيمة هذا الفيروس".
وردا على سؤال صحفي حول تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتجميد التمويل الأمريكي لمنظمة الصحة العالمية، قال تيدروس في مؤتمر صحفي عبر الإنترنت، إن رسالته للعالم في هذه اللحظة هي الوحدة والتضامن، بدلا من تسييس الفيروس.
وأضاف "سأقترح شيئين على العالم: الأول، هو الوحدة الوطنية، والثاني هو التضامن العالمي".
وأكد تيدروس أنه على المستوى الوطني، ينبغي على القادة العمل عبر تجاوز الخطوط الحزبية، مضيفا "ورسالتي للأحزاب السياسية هي: لا تسيّسوا هذا الفيروس. إذا كنتم تهتمون بشعوبكم، فاعملوا على تجاوز الخطوط الحزبية والأيديولوجيات ... وبدون وحدة، نؤكد لكم، فحتى لو كان البلد يتمتع بأفضل نظام، فسيكون في وضع صعب ومزيد من الأزمات".
وأضاف تيدروس "لا حاجة لاستخدام كوفيد-19 لتسجيل نقاط سياسية. لديكم العديد من الطرق الأخرى لإثبات أنفسكم. هذه ليست الطريقة المناسبة، إنها مثل اللعب بالنار".
وقال "الآن، يتعين على الولايات المتحدة والصين وبقية دول مجموعة العشرين وبقية دول العالم التكاتف لمحاربة الفيروس"، مضيفا أنه "عندما تكون هناك تصدعات على المستويين الوطني والعالمي، سينجح الفيروس".
وفي وقت سابق، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى دعم منظمة الصحة العالمية، في ظل هذه الأزمة الصحية، وبمواجهة تهديد ترامب.
وقال غوتيريش في بيان إن منظمة الصحة العالمية تقف، بالآلاف من أطقمها، في الخطوط الأمامية، وتدعم الدول الأعضاء ومجتمعاتها، وخاصة الأكثر ضعفا، "وأعتقد أنه يجب دعم منظمة الصحة العالمية، لأنها هامة للغاية لجهود العالم لكسب الحرب ضد كوفيد-19".
وأكد على أن الوقت قد حان للوحدة، لكي يعمل المجتمع الدولي معا في تضامن، لكبح هذا الفيروس وعواقبه المدمرة، بدلا من الوقوف لتقييم أداء جميع المعنيين.
ويبدو أن الوضع على أرض الواقع يدعم نداء غوتيريش بضرورة دعم منظمة الصحة العالمية.
فقد ارتفع عدد حالات الإصابة المؤكدة بكوفيد-19 في أفريقيا إلى أكثر من 10000 حالة، مع أكثر من 500 حالة وفاة مسجلة، وقد ازدادت الإصابات في القارة بشكل كبير في الأسابيع الأخيرة ولا تزال تنتشر، وفقا لمنظمة الصحة العالمية، التي أكدت ضرورة تمكين المجتمعات في القارة ودعم مستويات الحكومات في المقاطعات والأقاليم بكل البلدان، والتأكد من وجود الموارد والخبرات لديها للاستجابة لحالات التفشي محليا.
وتعمل وكالة الأمم المتحدة هذه مع الحكومات في جميع أنحاء أفريقيا لتعزيز قدراتها في مجالات الاستجابة الحرجة مثل التنسيق والمراقبة والعزل وإدارة الحالات وتتبع الاتصال ومنع العدوى ومكافحتها والتواصل لإدارة المخاطر والمشاركة المجتمعية.
على سبيل المثال، تدعم الأمم المتحدة الحكومة النيجيرية في جهودها للحد من انتشار الفيروس. وتم التبرع بثلاث سيارات إسعاف يوم الأربعاء إلى ولاية لاغوس المكتظة بالسكان. وقال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، إنه من المتوقع أن تصل معدات الوقاية والاختبار والعلاج الأساسية الأخرى التي اشترتها الأمم المتحدة إلى هذا البلد خلال الأيام المقبلة.
وفي فنزويلا، كان من المقرر وصول الشحنة الأولى من 90 طنا من إمدادات ضرورية لحياة الناس أرسلتها الأمم المتحدة، ومنها 28000 مجموعة من معدات الوقاية الشخصية للعاملين الصحيين على الخطوط الأمامية بالإضافة إلى مكثفات الأكسجين وأسرّة الأطفال ومنتجات مراقبة جودة المياه، ومستلزمات صحية، لدعم هذا البلد في هذه الأزمة الصحية العامة، وفقا لما قاله بيتر غرومان، منسق الأمم المتحدة المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية في هذا البلد.
وفي كلمة عبر التليفزيون يوم الاثنين، أعربت نائبة الرئيس الفنزويلي، ديلسي رودريغيز، أيضا عن الدعم لمنظمة الصحة العالمية، قائلة إن هيئة الأمم المتحدة هذه، قد أرسلت تحذيرات في مرحلة مبكرة من تفشي كوفيد-19، ووضعت خططا محددة لاحتواء الفيروس.
وأضافت أنه يجب على واشنطن عدم إلقاء اللوم على منظمة الصحة العالمية، في فشلها الذاتي في إدارة الوضع المتعلق بكوفيد-19.
وأعلن دوجاريك أن صندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) في إسبانيا، قام أيضا بتسليم الدفعة الأولى من الإمدادات الطبية للسلطات الصحية لدعم مكافحة الوباء.
وقالت المديرة التنفيذية لليونيسيف، هنرييتا فور، يوم الثلاثاء، إن كوفيد-19 يتسبب بأزمة اقتصادية عالمية غير مسبوقة، وإن الدمار الاقتصادي يتوزع بقسوة وبصورة غير متكافئة.