"الأيادي البيضاء " أمومة متدفقة في مواجهة الحجر الصحي

عبير ماضي، وآلاء عبد القادر، وسهام عابد، "أيادي بيضاء" جمعهن ألم وشوق وكثير من الأمل في واحد من أماكن الحجر الصحي الذي خضعن له ضريبة عملهن الإنساني كحكيمات في تضميد جراح المرضى.

"شعور صعب علينا وعلى أهلنا وبيتنا" هذا ما عبرت به الحكيمة "عبير" التي تعمل في مركز شهداء الرمال الصحي " عيادة الرمال "، وقالت: " أملنا في اشراقة يوم قريب"، لقد مضى الوقت الصعب من الانتظار فنحن هنا جمعتنا الأخوة والإنسانية نساند بعضنا ونضمد جرحنا ببعدنا عن أولادنا وبيوتنا واهالينا، ولكن نحن نحترم قرار وزارة الصحة بالحجر الصحي للمحافظة على مجتمعنا، فنحن كنا نعمل في مدرسة "بلقيس" وكانت حالة المستضافين صعبة فمنهم مرضى كبار السن وذوي أمراض مزمنة، ونحن كطاقم طبي كنا نقوم بواجبنا نحوهم بطمأنتهم، وتقديم الرعاية الصحية الكاملة لهم.

أما الحكيمة "آلاء" فأمومتها تعاني وضعا خاصا، حيث تركت وراءها ثلاثة من الصغار رضيعا عمره 6 شهور فقط، وأكبرهم يبلغ 4 سنوات، وقالت ودموع قلبها تغلبها " تعلمين ماذا يعني ترك رضيع في هذا العمر وأن أحرمه من حضني ورضاعتي"، ولكن حفاظا على صحتنا وصحة المجتمع قمنا بتنفيذ قرار الحجر الصحي الالزامي، مشيرة انه تم استضافة كل الطاقم الطبي الذي كان على رأس عمله لمخالطته الحالتين المصابتين بفيروس " كورونا "، والقادمتين عبر معبر رفح.

ولفتت أن الطاقم الصحي في فندق الحجر يقدم الخدمات والرعاية الصحية اللازمة لجميع المستضافين، وهم يعملون على مدار الساعة بكل سعة ورحابة صدر.

بدورها، الحكيمة "سهام" تقول: " الحمد لله على لطفه بنا، فأبي متوفي وأنا اعيل أمي المريضة بكسر في عمودها الفقري، وأخواتي الثلاثة في البيت، وكان هذا اليوم الأول لاستلامي عملي فرحت كثيرا باستلام عقد العمل لأستطيع اعالة اسرتي، وانا حزينة لأني بسبب الحجر لم أكمل عملي في عيادة المرضى وتقديم الرعاية الصحية لهم، ولكن قرار الوزارة كان سليما للمحافظة علينا وعلى مجتمعنا".

يذكر أن وزارة الصحة تقدم خدماتها الصحية بتوزيع كوادرها الطبية في أماكن العزل الصحي في المراكز والمستشفيات والمدارس والفنادق ضمن الإجراءات الوقائية لمواجهة انتشار فيروس " كورونا" داخل قطاع غزة، والمحافظة على مجتمع صحي وآمن.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - تقرير : ملكة الشريف