معركة مصيرية نواجهها أكبر من مجرد التنافس ومحاولة الاستفراد

بقلم: محمد علوش

محمد علوش

نعيش أوضاعا إستثنائية وصعبة في ظل معركة مصيرية في مواجهة فيروس كورونا وإجراءات مشددة لمنع انتشار هذا الوباء الخطير الذي يجتاح العالم.
مرت علينا أيام طويلة من التعب والقلق والترقب والحذر والتعامل مع التطورات والإجراءات بمنتهى الإلتزام والجدية والتعاون بين مختلف شرائح المجتمع.
لن أتحدث عن الإجراءات والتدابير الدولية ولا الإجراءات المتباينة التي اتخذت في هذا البلد أو ذاك، ولن أتحدث عن مستوى القيم والمنظومة الأخلاقية التي تم من خلالها التعامل مع الجائحة سواء في الصين أو في الغرب عموما بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية والتي عكست وقائع مفزعة وتدابير بعيدة كل البعد عن التعامل الإنساني وقيمة الإنسان في بعض الدول مقابل القيمة المادية والرأسمالية المتوحشة وحسابات الربح والخسارة.
في فلسطين النموذج واضح منذ بداية الأزمة وقد تعاملت مؤسسات السلطة وأجهزتها بشكل دقيق وجدي ومسؤول مع الفيروس على سلسلة من القرارات الصادرة عن جهات الإختصاص وإعلان حالة الطوارئ وإعادة تمديدها لشهر آخر للوقاية من فيروس كورونا وضمان سلامة المواطنين وحياتهم  ،الأمر الذي قلل من حجم الوفيات والإصابات إذا ما قارنا حالنا بحال أي بلد آخر في العالم.
إجمالا التدابير الفلسطينية رائعة وقد أظهرت مسؤولية وطنية كبيرة من القيادة إتجاه شعبها وقد تعاملت الحكومة الفلسطينية بطريقة عصرية ومبدعة مع الأزمة عبر سياستها الصحية والاجتماعيةوالاقتصادية والأمنية والتحضيرات لإطلاق صناديق لدعم الفقراء والعائلات الفقيرة وتعزيز وعدم الأسر الأكثر فقرا والعمال الذين فقدوا أعمالهم في هذا الظرف العام.
عند الحديث عن العمل المشترك فالحديث ذو شجون  ، حيث لمسنا سيطرة كاملة من قبل طرف معين وكل الدعم والاسناد والتغطية تذهب لصالح هذا الطرف بعيدا عن كل ما تم الحديث عنه والاتفاق عليه لتعزيز التعاون والعمل المشترك للجان الطوارئ ولجان العمل التطوعي التي تم حصرها بشباب من حركة فتح بعيدا عن أسس ومعايير  الشراكة لمواجهة كورونا الذي لا يفرق بين تنظيم سياسي وآخر وكان المعركة تنافسية بين الفصائل.
بذلت كل القوى جهودها الوطنية والإجتماعية والنوعية في ميدان العمل التطوعي والإسهام المباشر في تقديم الخدمات المستطاعة لأبناء شعبنا في مختلف المواقع والمناطق والمحافظات.
للأسف عقلية الفصيل تطغى على العقلية والوطنية وأصبح للأنا شأنها وتغذيتها بطريقة مستغربة وكأننا في تنافس انتخابي.
قلنا منذ البداية بأن أيادينا ممدودة للتعاون والعمل الجمالي في إطار الفريق ولكن لم نجد ذلك التعاون المطلوب ولم نجد سوى الأبواب والقلوب الموصدة رغم العديد من الإجتماعات واللقاءات التي أكدت على ضرورة أن نعمل معا في هذه الظروف الصعبة وأن نعمل على إسقاط كل الخلافات وتجاوز المصالح الفئوية والضيقة وتجنيد كل الطاقات والقدرات والكوادر الوطنية الجاهزة للعمل الميداني والتطوعي.
من هذا المنطلق فقد لمسنا حساسيات وتباينات كبيرة وكثيرة وملموسة هنا وهناك ووجدنا ملاحظات متعددة من شباب معظم القوى في كل المواقع وحرصا على الوحدة والتكامل والتكافل وروح وضرورية العمل المشترك فإنني أتوجه للجميع إلى ضرورة ترك الخلافات جانبا وإتاحة المجال لعمل نموذجي ومشترك بعيدا عن الأوهام المزعومة لأننا في معركة مصيرية يحب أن تتكامل فيها الجهود وأن يرتقي الجهد الشعبي إلى مستوى الجهود الرسمية للتغلب على الصعاب وتحقيق الإنتصار على جائحة كورونا.
أيها الأخوة المصير المشترك والعمل المشترك والميدان المشترك والنضال المشترك كما كنا دائما وكما ينبغي أن نكون دائما.
نلتقي لنرتقي ونحقق المنجزات  ، لا أهداف لنا ولكم سوى المصلحة الوطنية العليا وسلامة وصحة أبناء شعبنا وبدون أي شكل من أشكال التميز.

بقلم  : محمد علوش

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت