معطيات ثمينة، قدمتها الدراسات الميدانية للمكتب المركزي الفلسطيني للإحصاء في رام الله، حول واقع الطفولة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة. من حيث واقع الطفولة، وقضاء الوقت واستثمار الوقت بشكلٍ مدروس لتوجيه الأطفال لممارسة الألعاب المُفيدة وامتصاص فرط النشاط، والتعليم، ونسب التسرب، وعمالة الأطفال، وقياسها بالسنوات التي سبقت. حيث يلحظ في الدراسة إياها، تطور هام وملحوظ على صعيد الرعاية بالطفولة من قبل الجهات الفلسطينية المعنية، بالتضافر والتعاون مع الأسرة والمنزل لكلِ طفل بشكلٍ عام.
فقد أشارت بيانات مسح استخدام الوقت، أن 20% من الأطفال في الفئة العمرية (10-17 سنة) اشتركوا في الألعاب الرياضية الداخلية والخارجية بمعدل (ساعة و42 دقيقة) في اليوم لمن قاموا بالنشاط في فلسطين، منها 32% للذكور مقابل 6% للإناث. و3% من الأطفال في الفئة العمرية (10-17) سنة قاموا بنشاط القراءة بمعدل (43 دقيقة) لمن قاموا بالنشاط في اليوم في فلسطين، منها 1% للذكور مقابل 6% للإناث. وأن 3% من الأطفال في الفئة العمرية (10-17) سنة ذهبوا الى المنتـزهات العامة والحدائق والعروض بمعدل (ساعتين و16 دقيقة) لمن قاموا بالنشاط في اليوم في فلسطين. والأرقام المدونة أعلاه معقولة من حيث تنظيم أوقات الطفل، لتعبئة النشاطات المطلوبة وتنويعها، وخاصة النشاط المُتعلق بالمسألة التعليمية.
كما أظهرت البيانات الأولية لمسح التعليم للعام الدراسي 2019/2020 بأن عدد طلبة المدارس في فلسطين بلغ حوالي 1.313 مليون طالباً وطالبة منهم 1.063 مليون طالباً وطالبة في المرحلة الأساسية بواقع 50.8% ذكور مقابل 49.2% إناث، و250 ألف طالباً وطالبة في المرحلة الثانوية بواقع 45.2% ذكور مقابل 54.8% إناث. حيث يلاحظ بأن اعداد التلاميذ من الفئة العمرية التي تنتمي للطفولة عالية، وهو أمر ايجابي على كل حال، ويدل على اهتمام المجتمع بتربية وتعليم الأطفال، وزيادة منسوب التحصيل العملي وبالتالي الرقي بالمجتمع الفلسطيني في مناطق العام 1967، حيث تتحمل وكالة الأونروا مسؤولية هامة الى جانب المسؤولة المناطة بالجهات الفلسطيني المعنية بالسلطة الوطنية.
وفي الوقت الذي تراجعت فيه نسب التسرب من التعليم، بمعدل حوالي 1.0% بين الذكور مقابل 0.6% بين الإناث، وعند مقارنة معدل التسرب حسب الصف نجد أن أعلى معدل للتسرب بين الذكور كان في الصف العاشر المهني حيث بلغ المعدل حوالي 6%، في حين بلغ أعلى معدل للتسرب بين الإناث في الصف الثاني عشر تكنولوجي حيث بلغ المعدل حوالي 21% وذلك وفق قاعدة بيانات مسح التعليم للعام الدراسي 2018/2019.
والشيء السلبي في واقع الطفولة في مرحلة التعليم وجود ظاهرة عنف الأطفال، فقد أشارت بيانات مسح العنف في المجتمع الفلسطيني، للعام 2019، أن 25% من الأطفال في الفئة العمرية (12-17 سنة) تعرضوا لأحد أنواع العنف في المدارس في فلسطين بواقع 19% في الضفة الغربية مقابل 34% في قطاع غزة. وقد أظهرت البيانات أن العنف النفسي كان أكثر أشكال العنف ممارسة ضد هذه الفئة من الطلاب من قبل زملائهم الطلبة بنسبة 19%، مقابل 12% تعرضوا للعنف الجسدي من قبل زملائهم الطلاب، في حين أشارت البيانات أن نسبة الأطفال في الفئة العمرية (12-17 سنة) الذين تعرضوا للعنف الجسدي من قبل أحد المعلمين أو المعلمات في المدرسة بلغت 17%، مقابل 15% منهم تعرضوا للعنف النفسي من قبل أحد المعلمين أو المعلمات في المدرسة. وبالتالي فإن وضع د لظاهرة العنف عند الأطفال مسألة تحتاج لعلاجات تربوية من قبل الجهات المعنية الفلسطيني في وزارة التربية والتعليم، ووكالة الأونروا والأسر والعائلات وبالتالي المجتمع المحلي.
لانا بدوان
ناشطة فلسطينية
دراسات عليا في القانون الدولي
جامعة موسكو
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت