بعد مضي أكثر من مائة يوم على جائحة كورونا وتفشي هذا الوباء وانتشاره في كافة بلدان العالم وحجم الخسارات في الأرواح وفي حصيلة المصابين بالفيروس حول العالم والذين تزيد أعدادهم بأكثر من نصف مليون إنسان، ناهيكم عن الأضرار الإقتصادية الباهظة وحالة الشلل في كافة مرافق الحياة الحيوية واليومية فإننا نتساءل عن مصير البشرية بعد هذا الوقت وهذه الخسائر الفادحة دون أن يكون هناك أي أفق بقرب التخلص من هذه الكارثة الإنسانية الكبيرة والمدمرة التي تواجه العالم دون أي تمييز بين إنسان أو آخر في هذه الكرة الأرضية الموبوءة.
خلال المرحلة السابقة انكشفت أوراق سرية وانكشفت خفايا وأسرار أروقة الدول الكبرى التي هي أوهن من بيت العنكبوت في تعاملها مع الجائحة والتدابير التي اتخذتها والتي لم تستطع حماية سلامة وحياة مواطنيها.
هناك نموذجان سطعا في العالم في التعامل مع الكارثة التي ما زالت فصولها شاخصة أمامنا، فهناك النموذج الصيني الذي نال إعجاب وثناء غالبية شعوب وبلدان العالم والذي تعامل بجدية وبمنتهى الصرامة في الإجراءات والتدابير الوقائية لحماية الإنسان باعتباره القيمة الأعلى في سياسات أجندات الدولة، والنموذج الثاني هو النموذج الأمريكي والنموذج الأوروبي المقلد للسياسات الأميركية والتي وقفت عاجزة ومشلولة في مواجهة الموقف لأنها إجراءات مادية رأسمالية لم تضع قيمة للانسان كإنسان تحت إطار ما يعرف بنظرية مناعة القطيع التي تميز بين بني البشر ولا تراعي السلامة والصحة العامة والمصير المشترك للبشرية، بل تبحث عن القيمة المادية والعملية الإنتاجية على حساب أرواح البشر.
سيكتب تاريخ العالم من جديد وسيكون ما بعد كورونا مختلف كليا عن ما قبله، وستكون هناك متغيرات جوهرية وكبيرة في طبيعة النظام السياسي والنظام الإقتصادي في العالم وطبيعة التحالفات الدولية ستتغير وفق مصالح جديدة مرتبطة بما بعد كورونا.
إذن تفشي وانتشار كورونا حول العالم ليس مجرد وباء أو مرض أصاب البشرية، فربما هو جزء من الأسرار المخفية والمخيفة التي ستنكشف يوما وتثبت أن حربا بيولوجية وجرثومية وأن صراعا بلا حدود بين الدول الكبرى قد أدى إلى هذه الجائحة ونتائجها المزلزلة والتي لم تتكشف بكامل أوراقها بعد.
أن حياة ومصير البشرية أسمى من حروب الآخرين ومن عبثهم بأرواح الأبرياء ومستقبل البشر في هذا العالم المنكوب.
الحديث ليس عن مؤتمرات وأوهام ، بل أثبتت الأبحاث والدراسات الجدية أن هناك عبث في حياة الإنسان وعلينا إزاء ذلك أن نكون أكثر وعيا من ما يجري حولنا وأن نحافظ على أرواحنا وسلامتنا وأن نلتزم بالإجراءات الوقائية اللازمة كجزء متقدم من معركتنا مع فيروس كورونا الجرثومي المفتعل !!
بقلم / محمد علوش
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت