قال رئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون ان "الشهيد القائد ابو جهاد كان ثائراً وفارساً من فرسان فلسطين الحقيقيين في تاريخها الحديث الذين آمنوا بفلسطين ونذروا أنفسهم فداءً لها."
واستحضر الزعنون في تصريح صحفي صدر عنه يوم الأربعاء بمناسبة مرور 32 عاما على اغتيال امير الشهداء خليل الوزير " أبو جهاد" على يد عصابات القتل والإرهاب الإسرائيلية بتاريخ 16.4.1988 في تونس، مناقب الشهيد الثائر، الذي كان رائدا من رواد فلسطين العظام الذين تركوا خلفهم تاريخا وإرثا نضالياً مشرفاً، فحق له ان يكون رمزا من رموز الثورة الفلسطينية.
وأضاف الزعنون: لقد حمل الشهيد أبو جهاد الى جانب اخوته الشهداء منهم، والاحياء، كل أعباء مرحلة التأسيس لثورتنا المعاصرة رغم شح الإمكانات وتعقد الظروف المحلية والإقليمية، فكانت افعالهم خير شاهد على ايمانهم بفلسطين وبحتمية النصر.
وتابع الزعنون القول ان "أبا جهاد كان أخًا مُحبًّا لجميع اخوته الرجال الذين لم يبدلوا تبديلا، وكان ايضا أول الرصاص وأول الحجارة، فكان رجلا متزنا مفكرا ومخططا وقائدا، حافظ على بوصلة البندقية باتجاه العدو فقط، سبّاقا لتعزيز الوحدة الوطنية، لأنه آمن بأن أبناء الوطن على اختلاف توجهاتهم وانتماءاتهم خُلقوا من أجل فلسطين وتحريرها والعودة اليها والعيش في كنف الدولة الفلسطينية بعاصمتها القدس."
وقال الزعنون إن" أبا جهاد سيبقى النموذج في الانتماء والقيادة والتخطيط والتضحية، فقد صعدت روحه الطاهرة الى بارئها، ليلتحق فرحاً بأخوته الشهداء الذين أحبهم وأحبوه: كمال عدوان وكمال ناصر وأبو يوسف النجار وفهد القواسمة وسعد صايل، وغيرهم من قوافل الشهداء الكرام من بعده وفي مقدمتهم الشهيد الرمز أبو عمار وأبو اياد وأبو الهول وأبو فخري العمري وآلاف الشهداء نزفت دماؤهم في سبيل فلسطين."
قصيدة رثاء لرئيس المجلس الوطني الفلسطيني: بعنوان: امير الشهداء
سليم الزعنون في الذكرى الـ 32 لاستشهاد "أبو جهاد"
يرثي الشهيد بقصيدة بعنوان 'أمير الشهداء'
ودَّعتُ في دربِ الجهادِ خليلاً وحبستُ دمعَ الذِّكرياتِ الأولى
يا منْ ملكتَ من القلوب أعزَّها وأَنًرتَ بالفكرِ السديدِ عقولا
يا حمزةَ الشهداءِ يا رمزَ الفدا إنَّا فقدْنا الصارمَ المصْقولا
قد كنتَ أصغرنا وكنتَ إمامنَا نزهُو ونفخرُ إذْ تقودُ الجِيلا
وسبقْتَنَا في موكبٍ لا ينتهي شهداؤُهُ ما بدَّلوا تبديلا
ملأوا السماءَ بطيفهمْ وبنورِهمْ ولطالما اشتاقوا إليكَ طويلا
يلقاكَ عِندْ الله ِمَنْ سبقوا وهمْ قدْ أكثروا التكبيرَ والتهليلا
قد كنتَ في أفقِ الحياةِ حياتَهمْ واليومَ في الجناتِ صرْتَ وكيلا
لِمَنْ العواصِمُ نكَّستْ أعلامَها؟ عمَّ الوجومُ شآمَها والنِّيلا
المسجدُ الأقصى يَضِجّ ُبأهله والآيات فيه رُتِّلتْ ترتيلا
وترى الكنيسةَ في مهيبِ ثيابِها رُهبانُها قد رنَّموا الإنجيلا
تهتزُّ “رملتُكَ' الحبيبةُ بالأسَى يومَ اعتزمتَ عن الحياةِ رحيلا
وهي التي هاجرتَ منها عُنْوةً وشهدتَ فصْلاً للعذابِ ثقيلا
' وبغزةَ المختارِ' فيضُ مشاعرٍ ذكرتكَ عَهْداً في الشبابِ أصيلا
ما للسَّماءِ دَنتْ إليه نُجومُها وتَعاقَدتْ وتنضدَّتْ إكليلا
هذي الحياةُ بكتْ عليهِ بحُرْقَةٍ وهو الذي وَهبَ الحياةَ جميلا
لِمَنْ الصخورُ تشققتْ وتدافعتْ فوقَ الرُّؤوسِ حجارةً سِجِّيلا
وندورُ في كلِّ الدوائرِ حيرةً لمَّا فقدْنا في المسارِ 'خليلا'
كنتَ الجوابَ وكنتَ فارسَ دَرْبِنا بلْ كنتَ سيفاً للفِدَى مًسْلُولا
أُفقٌ على اليرموكِ غيَّب شمسنا وطوى حبيباً للجهادِ رسولا
يا أيها الشهداءُ هاتوا كأسكم لا عاشَ من رضي الحياةَ ذليلا
ودَّعتُ في اليرموكِ رمزًا قائدًا علماً يرفرفُ بكرةً وأصيلا
دومْاً ستبقى مُلهمًا ومعلمًا إنّ الروايةَ لمْ تتمَ فصولا
إيمانُ حرٍّ وانتصارُ إرادةٍ ونضالُ شعبٍ يَستَقيمُ طويلا
و'حنانُ' نفسٍ بل عقيدةُ مؤمنٍ لم يرضَ يوماً أنْ يموتَ قتيلا
بين الفواجعِ باسمٌ لا يرتضى رَغْمَ الوداعةِ عن حِماكَ بديلا
ـــــــــ