تواصل الصين إبداء التضامن مع دول الشرق الأوسط حيث تجاوزت حالات الإصابة المؤكدة بكوفيد-19 عتبة الـ200 ألف.
وحتى يوم الجمعة، شهدت إيران وتركيا، أكثر الدول تضررا في المنطقة، ارتفاع عدد حالات الإصابة المؤكدة إلى 79494 و78546 على الترتيب، بينما وصل عدد الحالات المؤكدة في إسرائيل إلى 12982.
وبروح التضامن والتعاون، تقدم الصين دعما مختلفا إلى دول الشرق الأوسط.
-- المساعدة حسنة التوقيت
بعد إرسال فرق خبراء إلى إيران والعراق قبل شهر مضى، أرسلت الصين يوم الأربعاء فريق خبراء مكونا من ثمانية أعضاء إلى المملكة العربية السعودية، وهو متخصص في مجالات مثل اختبار الفيروسات والأمراض المعدية وأمراض الجهاز التنفسي والعناية المركزة والطب الصيني التقليدي.
وسيتبادلون خبراتهم مع الموظفين الطبيين السعوديين ويقدمون لهم التدريب على الوقاية والسيطرة والتشخيص والعلاج من كوفيد-19.
وفي غضون ذلك، وصلت عدة دفعات من المساعدات الطبية الصينية مؤخرا إلى الشرق الأوسط.
ووصلت تبرعات صينية تتضمن مواد طبية، بما في ذلك كمامات ومجموعات اختبار، إلى مصر ولبنان وتونس يوم الخميس.
وقال السفير الصيني لدى مصر لياو لي تشيانغ إن الصين سوف تقدم معلومات ومساعدات فنية لمصر لاحتواء الوباء، مضيفا أنه سيتم إرسال المزيد من دفعات المساعدات إلى مصر خلال الأيام القادمة.
وأثناء تقديم المساعدة الصينية للبنان، أعرب السفير الصيني لدى لبنان وانغ كه جيان عن امتنان الصين للتضامن الذي أبداه القادة اللبنانيون عندما كانت الصين في خضم معركتها القاسية ضد كوفيد-19.
وأفاد أن "الجانبين الصيني واللبناني يتعاونان بشكل وثيق من خلال تبادل المعلومات والخبرات حول الوقاية والعلاج".
كما تلقت الجزائر وسوريا يوم الأربعاء تبرعات طبية من الصين.
وقال السفير الصيني لدى الجزائر لي ليان خه إن هذا التبرع يظهر امتنان الصين للجزائر التي كانت من أوائل الدول التي قدمت مساعدات طبية للصين في بداية تفشي فيروس كورونا الجديد.
وصرح السفير الصيني لدى سوريا فنغ بياو للصحفيين بأنه سيتم إرسال المزيد من المساعدات الصينية إلى سوريا على دفعات.
-- تقاسم الخبرات
إلى جانب تقديم الإمدادات الطبية والدعم في الموقع، تتقاسم الصين أيضا خبراتها في مكافحة الوباء، التي اعتمدتها بلدان الشرق الأوسط على نطاق واسع وتحقق نتائج ملموسة.
وقال سليمان وهدان، وكيل مجلس النواب المصري، إن الاستفادة من تجربة الصين وتبني إجراءات مماثلة في مكافحة فيروس كورونا الجديد لعبا دورا كبيرا في الحد من تداعيات انتشار كوفيد-19 في مصر.
وأفاد وهدان أن مصر استفادت من الصين من خلال اتخاذ إجراءات استباقية مثل تعليق المدارس والجامعات، ووقف الرحلات الجوية، وغلق الأماكن الترفيهية، وغلق جميع المتاحف والمواقع الأثرية، فضلا عن تطبيق حظر جزئي للتجول في عموم البلاد.
وأضاف وهدان أن "جميع الإجراءات الاستباقية التي اتخذتها مصر ساعدت في احتواء الأزمة حتى الآن"، مبينا أن معظم الإجراءات أثبتت فعاليتها في الصين.
وتابع أن "الصين دائما ما كانت سخية في تقديم الخبرة والمعلومات، مما وفر بلا شك وقتا للدول الأخرى للسيطرة على انتشار الفيروس".
وقال إبراهيم ملحم، المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية، إنه منذ تفشي كوفيد-19 في فلسطين قبل شهر مضى، تتعامل فلسطين مع الوباء عبر إتباع إجراءات الوقاية والمكافحة التي تمارسها الصين، مثل الحجر الصحي والتباعد الاجتماعي والبقاء في المنزل.
وأشار غسان نمر، المتحدث باسم وزارة الداخلية الفلسطينية، إلى أنه تم تشكيل لجنة لإدارة الأزمات في شهر فبراير بعد ظهور الإشارات الأولية للفيروس.
وأضاف نمر "لقد نظرنا بعمق في جميع المحاولات لمكافحة الفيروس، وجدنا تجربتين أساسيتين يمكن الاعتماد عليهما؛ الأولى هي التجربة الصينية التي تقوم على العزلة والتباعد الاجتماعي، والتي أثبتت نجاحها في منع المرض؛ والثانية عبر إجراء أوسع اختبار ممكن للحالات المراقبة والعشوائية، لكن ذلك لم يكن ممكنا بسبب النقص في مجموعات الاختبار".
وأفاد "لذلك قمنا بتنفيذ ما تم القيام به في ووهان في بيت لحم"، مشيرا إلى ملاحظة اتجاه للتعافي في بيت لحم، مركز الوباء في فلسطين.
وفي الأسبوع الماضي، عقد خبراء طبيون صينيون وعرب مؤتمرا عبر الفيديو استضافته جامعة الدول العربية.
وقالت مساعدة الأمين العام للشؤون الاجتماعية هيفاء أبو غزالة إن الخبراء العرب والصينيين أجروا مناقشات مستفيضة حول سبل الوقاية من الإصابة بفيروس كورونا الجديد وتشخيصها وعلاجها.
وأشارت أبو غزالة إلى أن المؤتمر أفاد المشاركين نظرا لأنه سيساعد بلدانهم على إضفاء الطابع الرسمي على خريطة الطريق الخاصة بهم لمكافحة فيروس كورونا الجديد من خلال التعاون الدولي.