استعرضت حكومة الاحتلال عبر إعلامها مخططات اغتيال الشهيد القائد خليل الوزير ابو جهاد واعترفت وتباهت امام العالم بتنفيذ هذه الجريمة التي ادت إلى قتله وكشفت فيما أسمته بالوثائق عبر وسائل اعلامها كيف تم التخطيط لقتله من قبل جنود الاستخبارات العسكرية وتلك الرصاصات القاتلة التي صوبها المجرم موشيه يعالون فى إطار عملية سرية لاغتياله عندما كان قائدا لوحدة كوماندوس سايريت ماتكال التابعة لجهاز الاستخبارات الاسرائيلي حيث صعد الى غرفه الشهيد ابو جهاد في خلسة من الليل ليوجه رصاص الحقد الاسرائيلي الى رأسه بشكل مباشر ويقوم بإطلاق اكثر من ثلاث عشرة طلقة وليتأكد بنفسه ان الشهيد ابو جهاد قد فارق الحياة.
الشهيد القائد خليل الوزير ملهم الثورة ورمز الكفاح الوطني الفلسطيني التحرري وإيقونة الثورة الفلسطينية المعاصرة احبه كل من عرفه وشكلت تعليماته منهجا لحياة ابناء الشعب الفلسطيني فكان الحاضر دائما بحضوره وشخصيته وروعته وخطواته الواثقة وكلماته الحية التى شكلت محورا هاما من ابجديات العمل النضالي والصمود الشعبي الفلسطيني من خلال ابجديات الانتفاضة فشكلت رسالته لا صوت فوق صوت الشعب الفلسطيني لا صوت يعلو فوق صوت الانتفاضة لا صوت يعلو فوق صوت منظمة التحرير الفلسطينية بداية الانطلاقة للانتفاضة الحجارة.
ابو جهاد الانسان والأب كان دائما هو من يجمع الكل الفلسطيني وهو الاكثر حرصا والحامي لوحدة شعبنا الفلسطيني والحريص علي الاستمرار في توحيد الجهود من اجل حماية الشعب الفلسطيني والحفاظ على الارض الفلسطينية فكم نحتاج الي صوته وحكمته وقدراته السياسية وأسلوبه الوحدوي والوطني وصدق انتمائه للأرض والوطن والقضية ولأنه اول الرصاص وأول الحجارة لا يختلف عليه احد فهو من عشق الارض وعمل من اجلها وهو من أقدمت أجهزة المخابرات الاسرائيلية علي اغتياله بشكل همجي ووقح متحديه العالم وقامت بإعدامه بشكل إجرامي لا يسبق له مثيل في العالم اجمع.
إن المرحلة التي نعايشها بحاجة إلي رجل الثورة الأول ليكون صوتا وطنيا من اجل فلسطين ووحدة الجبهة الوطنية فهو الذي طالما أصر علي تشكيل القيادة الوطنية الموحدة للانتفاضة وكان الأسبق في تفعيل العمل الوطني والحريص علي الوحدة الوطنية وهو القائد الذي نحتاجه اليوم ليكون بيننا موحدا لشعبنا وإمكانياتنا الوطنية وحاشدا كل الطاقات من اجل تحقيق الحلم الفلسطيني والحق الوطني.
أبو جهاد تاريخ أصيل لشعب عظيم لا يخفى على أحد دوره المميز في الوحدة الوطنية وهذه أكثر النقاط إشراقاً في تاريخه الحافل بالعطاء من اجل فلسطين فكان نقطة إجماع والتقاء لجميع القوى الفلسطينية وشكل الأطر الموحدة بمشاركة جميع الفصائل المناضلة كافة حيث ابدع في استقراء الماضي ودراسة الحاضر واستشراف المستقبل وأننا وفي ذكري رحيله نتطلع الي منهجه وروحه الكفاحية والوطنية من اجل الاستمرار في مسيرتنا والعمل علي توحيد الجهد الفلسطيني والانطلاق نحو حماية الحقوق الفلسطينية.
إن خليل الوزير كان أحد القادة التاريخيين والمؤسسين وشكل جزءا هاما من مرحلة تاريخية مهمة وصعبة وخطيرة من حياة الشعب الفلسطيني وفي ذكرى استشهاده نؤكد ان هذا الارث الكفاحي والانتماء والتضحية من أجل فلسطين سيبقي نبراسا لكل المناضلين والأحرار الذين ضحوا بدمائهم من أجل تحقيق آمال وتطلعات شعوبهم بالحرية والاستقلال والذين عمدوا بدمائهم الزكية نضال شعبنا من اجل نيل الحرية والاستقلال عبر التمسك بالثوابت الوطنية وتحقيق الاستقلال للدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.
بقلم : سري القدوة
سفير النوايا الحسنة في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت