تمر الذكرى 46 ليوم الأسير الفلسطيني وما زال الأسرى الفلسطينيون يعانون من أقسى ممارسات سلطات الاحتلال اللاإنسانية وأبشع أسايب العقاب والاضطهاد ومن التجاهل الدولي وغياب السند العربي والإسلامي الفاعل لتبني قضاياهم المتمثلة في العيش الكريم لكل منهم والسعي لتحقيق أهدافهم التي جرى اعتقالهم بسبب مقاومتهم والتي تتمثل في سعيهم لنيل حرية واستقلال وطنهم فلسطين وعودتهم إلى أراضيهم وممتلكاتهم التي سلبتها منهم وشردتهم عنها سلطات الاحتلال الصهيونية فلا يوجد دولة في العالم أجمع من تعتبر المقاومين للذود عن أرضهم إرهابيون ومخربون وتفرض عليهم الأحكام الجائرة بمؤبدات عديدة أو تحاول إعادة اعتقال من انتهت محكومياتهم وتعتقلهم بسجون توقيف إدارية بلا محاكمات لمدد مفتوحة ، سوى سلطات الاحتلال في الدولة العبرية ، والتي تُسانَد من الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي في ظل صمت دول عربية وإسلامية وأخرى مناوئة للهيمنة الغربية على الشعوب ، على ما تفعله تلك السلطات من قمع واعتقال ، وتتمادى في ذلك بمحاولة المس بكرامتهم والتعدي على ذويهم واستهداف منازلهم بالتدمير ، وعدم الاكتراث بما تنال منهم الأمراض المزمنة التي تطالهم جراء الاعتقال في باستيلات الاحتلال التي تفتقر لأدنى ظروف السلامة الصحية والإنسانية الواجب توافرها وفق المعايير الدولية المعلنة عنها في عهودها الدولية، والإمعان في نشر الأمراض الفتاكة بين صفوفهم مثلما صنعت وتصنع منذ تفشي وباء الكورونا في سبيل النيل منهم لإسكات أنفاسهم التي تقض مضاجع الاحتلال.
فالنضال الفلسطيني ضد الهجمة والهمجية الصهيونية ، نضال مشروع شاء من شاء وأبى من أبى ، والممارسات اللاإنسانية لجيش الاحتلال الذي تتحكم فيه عصابات وزمر الإرهاب الاستيطاني التي سارت على نهج الاستيطان الغربي في بلاد الهنود الحمر لوضع ذات اليد على آراضي الفلسطينيين بشرعنة الكنيست الممثل بمستوطنين وعصابات مافيات دولية تتاجر بآثار بلد احتضن أولى الحضارات في التاريخ ، وتزوير حقائق في سبيل إقناع الاخرين بأن التاريخ يعود لهؤلاء تجار التزييف والمساندة الغربية لدولة الاحتلال خاصة من الولايات المتحدة الأمريكية التي تمعن في الوقوف ضد الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة بوطنه فلسطين امتهاناً بالعرب جميعاً .
ممارساتهم الوحشية ضد أسرى الشعب الفلسطيني لا أحد في هذا العالم الذي اعتمد قوانين حقوق الإنسان في عهود دولية والتي لطالما أشهرها عبر وسائل الاتصال والإعلام المختلفة ، يعيرها اهتمامه الكافي لخشيته من عقاب البيت الأبيض له ، الذي ينصر اليهود المحتلين الظالمين للشعب العربي في فلسطين والنابع عن حقد على كل ما هو عربي ومسلم ، لدرجة أن الأمر أصبح حين يتعلق بالفلسطينيين والحقد اليهودي الصهيوني وممارساتهم الوحشية ضدهم تخرس ألسنتهم وتتعامى أعينهم وتصم آذانهم ، لكن الشمس لا تغطى بغربال والحقائق تنقلها كاميرات وسائلهم الإعلامية في كثير من الأحيان فالحق يعلو ولن يعلى عليه ـ وستنصر الإرادة الفلسطينية المناضلة ويسحق المعتدي وينال المعتدى عليه كامل حقوقه المسلوبة فالنصر حتماً لفلسطين ولأسراه ولشعبهاا وغداً لناظره غريب..
عبدالحميد الهمشري – كاتب وباحث في الشأن الفلسطيني
[email protected]
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت