يمر علينا يوم الأسير الفلسطيني الذي يصادف السابع عشر من نيسان من كل عام، وتزداد معاناة أسرنا البواسل وأسيراتنا الماجدات في سجون الإحتلال الإسرائيلي ، وهم يتعرضون لأشد وأقسى وسائل وأساليب التعذيب الجسدي، والنفسي، والمعنوي بهدف كسر إرادتهم وعزيمتهم الصلبة، وصمودهم في وجه السجن وظلمة السجان .
يقبع في سجون وزنازين الإحتلال الإسرائيلي أكثر من 5000 أسير فلسطيني، وعشرات الأسيرات يتجرعون آلالام ويلات السجون وظروف الحرمان والبعد عن الأهل، دون أن توفر لهم سلطات الإحتلال الإسرائيلي أدنى وسائل الحماية والوقاية والوسائل الصحية المختلفة، حافظا على أروحهم وحياتهم، وهذا وفقا ما تنص عليه المواثيق والمعاهدات الدولية والأممية التي تدعو إلى احترام حقوق الأسرى ومعاملتهم معاملة إنسانية حسب المواثيق والشرائع الدولية والأممية .
ويتوجه كاتب المقال في يوم الأسير الفلسطيني بأجل التحايا والفخر الكبير لأسرانا البواسل في سجون الإحتلال وأسيراتنا الماجدات ، وهم يسطرون أروع ملامح التحدي والصمود والصلابة في مواجهة السجان وإدارة السجون الإسرائيلية التي ترتكب بحقهم يوميا الجرائم من أجل إعدامهم وقتلهم والخلاص منهم، بل إن الإحتلال الإسرائيلي يعتبر الأسرى حقول تجارب على الأدوية التي تصنعها الشركات الإسرائيلية ..
يشدد كاتب المقال على أن أسرانا الأبطال وأسيراتنا الماجدات في سجون ومعتقلات الاحتلال يعانون قهر السجن والسجان ويتعرضون لجرائم وانتهاكات يومية لأبسط حقوقهم المكفولة بالقانون والمواثيق الدولية والشرائع الأممية .
ويؤكد الكاتب على أن اسرانا البواسل يواجهون في ذكرى يوم الأسير الفلسطيني ازدياد انتشار وباء كورونا في العالم وفي الكيان الإسرائيلي بين جنود الإحتلال، بل إن عالمنا اليوم كله يسخر كل الجهود والامكانات لمواجهة هذا الوباء والحفاظ على البشر وتصرف ميزانيات كبيرة من أجل مواجهة هذا الوباء والقضاء عليه، حتى دولة الكيان سخرت كل الإمكانيات من أجل محاصرة هذا الوباء وعدم تفشيه بين المجتمع الإسرائيلي، في المقابل فإن سلطات الإحتلال لا تحرك ساكنا وتتجاهل كافة الإجراءات الوقائية في السجون الإسرائيلي وتتجاهل حقوق أكثر من 5000 أسير وأسيرة وتتركهم في مواجهة الموت جراء هذا الوباء القاتل ..
إن سلطات الاحتلال الاسرائيلي تواصل جرائمها الممنهجة بحق أسرانا وأسيراتنا وتواصل ضرب عرض الحائط كافة المواثيق والمعاهدات الدولية من أجل الحفاظ على حياتهم ومعاملتهم معاملة إنسانية كريمة .
ان اسرانا البواسل يتعرضون بصورة يومية لجرائم عنصرية، وانتهاكات لأبسط حقوقهم المكفولة بالقانون والمواثيق الدولية .
هناك خلف القضبان في غياهب السجون والزنازين الإسرائيلية المئات المئات من الأسرى المرضى بالأمراض المزمنة منها السرطان والقلب والفشل الكلوي، والمطلوب من كافة المؤسسات المعنية بحقوق الانسان، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، التدخل الفوري والعاجل والضغط على الاحتلال من أجل إنقاذ أسرانا وأسيراتنا في سجون الإحتلال والعمل العاجل على توفير الحماية والوقاية اللازمة والضرورية لهم في هذه الظروف الصعبة التي يواجهها العالم في زمن الكورونا، ولابد مضاعفة الجهد الدولي والأممي والتحرك ضمن اتفاقية جنيف الرابعة لحماية الأسرى في ظل انتشار الأوبئة، والعمل الفوري والسريع على إنقاذ حياتهم من الموت والإفراج العاجل عن كافة الأسرى خاصة الاسرى الذين يعانون الأمراض المزمنة التي تضعف المناعة لديهم في الوقت الذي يزداد فيه فيروس "الكورونا" انتشاراً.
بقلم : غسان مصطفى الشامي
[email protected]
إلى الملتقى
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت