في كل عام يستعد اللاجئون الفلسطينيون في مخيمات لبنان لإستقبال شهر رمضان والإحتفال به، لأنه كان ذائماً يأتي اليهم حاملاً معه الهدوء والسكينة والطمأنينة وصفاء الفكر والرحمة والحب، لكن هذا العام يبدو الأمر مختلف وصعب جداًً وخالياً من البهجة، لأن داخل منازل أهالي المخيمات آلاف القصص والحكايات الحزينة المخبأة خلف الجدران، آباء باتوا عاجزين عن تأمين قوت أولادهم أليومي من الأطعمة ألرخيصة الثمن، فكيف إذاً إن كانت من اللحوم والدجاج؟!
إن الكثير من أهالي المخيمات الفلسطينية لا يمتلكون المال ويعيشون في فقر وحرمان، وينتابهم الخوف والقلق والترقب نتيجة تفاقم أوضاعهم الإنسانية والمعيشية يوماً بعد آخر.
إن إرتفاع نسبة البطالة والفقر بينهم وإرتفاع أسعار السلع الاستهلاكية وإرتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة عكر فرحة الاهالي بالشهر الفضيل والعيد المبارك،والان ايام باتت تفصلنا عن شهر رمضان الكريم لكن عندما تنظر حولك تظن انه بعيد عنَّا شهور نتيجة انه ليس هناك من أجواء رمضانية.
لقد بات الركود الاقتصادي يعم المخيمات نتيجة إنعكاس الازمة الاقتصادية والمالية اللبنانية على واقعهم وأوضاعهم المعيشية الصعبة أصلاً ونتيجة تفشي وباء كورونا عالمياً وتداعياته عليهم أيضاً ليجد الكثيرين منهم أنفسهم عاجزين عن تأمين الحد الأدنى من مدخولهم اليومي لتأمين"مائدة رمضان"
لقد إنحدرت أوضاع اللاجئين بسرعة نحو "الهاوية" ونحن نعيش الأن "المأساة" التي تنذر بـ"الكارثة" إن لم تتدارك وكالة "الاونروا" الأمور بسرعة وتعلن عن وضع خطة طوارئ عاجلة، وتقوم بتأمين مساعدات ماليه وغذائية تشمل جميع اللاجئين.
وكان قد نظم أهالي المخيمات الفلسطينية عدة اعتصامات أمام مقرات وكالة "الاونروا" احتجاجاً على تقليصات الاونروا لخدماتها تجاههم وعدم تلبيتها نداءات الاستغاثة التي اطلقوها في ظل هذه الظروف العصيبة.
بقلم :فتح وهبه
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت