ليت الحُلْم تعثّر وقت قدومه بجدارٍ أو سياجٍ ليبعثره لشظايا قبل وصوله إلى مُخّي النائم من تعبِ التّفكيرِ في غموضِ الحياة، لكنّ الحُلْمَ أتى متأخراً وقتما غرقتُ في بحرِ النّوْم على فراشٍ وثيرٍ ومخدّة من ريشِ النّعام اشتريتها من بلدٍ أوروبية ذات زمنٍ ولّى..وبغتةً ظهر مشهدُ الحُلْم، الذي جُننتُ منذ بدايته، فهناك رأيتُ امرأةً شابّة بلباسٍ أبيض كانت تقف بين السّماء والأرضِ وضوء أبيض كان يحوّط جسَدها الجذّاب، وسمعتها تقول: أليس مبكرا أخذني الموْتُ فجأةً كنتُ مفعمةً بحُبّ الحياة، لكنّ الموْتَ سرقني بغتة، كان حديثها الذي وجهته لي في الحُلْمِ قصيرا، ولم يستغرق ثوانٍ معدودات.. أخزنني حديثها، وقلت: كان عليّ ألّا احلم، لكنّ الحُلم لم توقفه العتمة المخيفة، ولم يمت في الطّريقِ قبل وصوله إلى مُخّي، الذي ركّز أكثر في جسدها الجذّاب والانسيابي، وفي عينيها الخضراوين، وشعرها الذهبي الطويل المنسدل بترتيب على ظهرها، قلت بعدما استيقظتُ: كان عليّ ألّا احلم، فكيف سيأتيني النّوْم الآن بعدما عذّبتني تلك المرأة بحديثها القصير عن وحشيةِ الموْت..
عطا الله شاهين
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت