في الجمعة الأولى من رمضان: الحزن يخيم على الأقصى

أحد أزقة البلدة القديمة في القدس والمؤدي للأقصى

لا جديد في القدس المحتلة في اليوم الأول من شهر رمضان المبارك، سوى ذكريات الجمع الرمضانية لسنوات ماضية ما زالت في ذاكرة الفلسطينيين حتى اليوم، مرحلة مؤلمة تمر على المدينة المحتلة وبالتحديد المسجد الأقصى المبارك بسبب "كورونا".

أجواء حزينة سادت المدينة وتحديدا المسجد الأقصى المبارك، وكل الطرقات والأزقة المؤدية إليه في صباح الجمعة الأولى من شهر رمضان، فلا دكاكين تعمل ولا باعة متجولون في المكان، ولا لجان لتنظيم دخول المصلين الذين غابوا عن المسجد ضمن التدابير الاحترازية لمواجهة "كورونا".

وخلا المسجد الأقصى من المصلين إلا بضع عشرات من العاملين في باحاته، وسدنته من الحراس والأئمة والمؤذنين، الذين أدوا الصلاة في أروقته، مقارنة مع الجمعة الأولى من رمضان الماضي حيث صلى في المسجد قرابة 180 ألفا بحسب تقديرات الأوقاف الإسلامية في حينه.

وقال مدير المسجد الأقصى المبارك عمر الكسواني، إنه تقرر استمرار تعليق صلاة الجماعة بالمسجد خلال رمضان بسبب انتشار فيروس كورونا، وذلك تماشيا مع الفتاوى الشرعية والنصائح الطبية التي تحذر من التجمعات الكبيرة في ظل انتشار الوباء.

وأضاف أن إغلاق المسجد مؤلم لكل المسلمين، حيث اعتادوا على إعماره للصلاة منذ مئات السنين خلال الشهر الفضيل وأداء التراويح والجمعة والجماعة، لكن لتحقيق مقصد كبير من مقاصد الشريعة الإسلامية آثرنا أن نصلى في بيوتنا حفاظا على النفس البشرية، مع تواصل رفع الاذان والصلاة من قبل الطاقم العامل في الأوقاف الإسلامية.

وأغلقت سلطات الاحتلال مداخل البلدة القديمة بالقدس المحتلة ولم تسمح لأحد بالتحرك هناك سوى أبنائها القاطنين داخل أسوارها، وشرعت بحملات انتقامية بحق التجار المقدسيين وحررت مخالفات بحقهم، بحجة عدم الالتزام بالتعليمات الصحية للوقاية من الوباء.

ورفع الأذان في المسجد الأقصى المبارك ظهر اليوم، وألقى مفتي القدس والديار الفلسطينية محمد حسين خطبة الجمعة، حث فيها المسلمين على أداء الصلوات في بيوتهم ليحموا أنفسهم، وليعودوا بعد ذلك لإعادة إعمار المسجد الأقصى.

وحث المسلمين على بذل الخير والفضل ومساعدة المساكين والفقراء، وإلى مواصلة الصمود وحماية القدس من الاحتلال، كما حث أبناء شعبنا على سرعة إخراج الزكاة وذلك لمساعدة الفقراء على تدبر أمورهم في ظل المعاناة التي يعيشها شعبنا جراء جائحة كورونا.

وبدت الزينة الرمضانية التي تزين البلدة القديمة بالقدس متواضعة جدا، حيث لم يقم الأهالي والفعاليات المقدسية بتزيين المدينة لاستقبال المصلين كما في كل عام، واقتصرت العملية على تزيين محدود لعدد من شوارع البلدة القديمة.

وأعرب مقدسيون عن شوقهم للمسجد الأقصى المبارك وللصلاة فيه، وقالوا، إن الجمع الرمضانية في القدس لهذا العام ستكون يتيمة وحزينة بلا مصلين، مؤكدين ان القدس بدون المسجد الأقصى لا تبدو بأحسن حالها، وقال خالد الرويضي، إنه يشتاق للأقصى لكنه في نفس الوقت ملتزم بالإجراءات الصحية لتجنب الإصابة بفيروس كورونا.

إلى ذلك قال محمد الحلواني، إنه ورغم أنه يقطن في البلدة القديمة من القدس المحتلة لم يتمكن من الصلاة في المسجد الأقصى المبارك بسبب إغلاقه، معربا عن أمله بأن تزول غمة كورونا في أسرع وقت ويعود للصلاة في المسجد مجددا.

وأصيب أكثر من 144 مقدسيا بفيروس "كورونا"، كما توفيت سيدة من سلوان، وسط ظروف صحية معقدة حيث يتعمد الاحتلال تهميش العاصمة المحتلة طبيا، ولم يقدم المعلومات الصحيحة حول أعداد المصابين، ويواصل إعاقة عمل طواقم وزارة الصحة الفلسطينية هناك.حسب تقرير لوكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية

 

المصدر: القدس- بلال غيث كسواني -