انتهاك مستمر لقواعد القانون الدولي والدولي الانساني في اكثر من مائة الف حالة ارتكبتها اسرائيل والاف جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية ارتكبتها اسرائيل واستباحت كينونة الشعب الفلسطيني وحقوقة الانسانية والمدنية والسياسية وصادرت حريته وحق تقرير مصيرة ليعيش بامن وسلام واستقرار ينمو كما تنموا الشعوب ويتكاثر علي ارضه دون حرب وقتال وكراهية ودون خوف علي ابنائه ومستقبلهم . كل هذه الانتهاكات تاتي بفعل دراسات استراتيجية معقدة تقدمها مراكز التخطيط الاستراتيجي لحكومة اسرائيل وبالتالي تنتهج وتخطط هذه الحكومة كل شيئ من خلال غرف عمليات يتم خلالها نقاش ودراسة سبل التعامل مع الشعب الفلسطيني وكيفية اذلاله وكبح جماح تطورة واستقلاله وبناء كيانه السياسي علي الارض الفلسطينية . لم يبقي في جعبة اسرائيل خطة استيطان الا و وضعتها ولم يبقي في جعبنها انتهاك الا وفعلته لتضيق المسافة بين الفلسطينين وطموحهم السياسي كما وتقصر الزمن بين الاجيال وحلمهم الوطني تخطيطا لان تذهب الاجيال وتاتي اخري دون ان يحققوا سوي الاحباط السياسي ليجبروا في النهاية علي القبول بما تفرضة سياسية الامر الواقع علي الارض وما تقره اسرائيل.
ما يدور الان في المطبخ الاستراتيجي الاسرائيلي هو عملية ضم وتهويد للارض الفلسطينية جاءت بها صفقة ترمب نتنياهو واصبحت الخطة الاولي لحكومة نتنياهو بيني غانس , ضم كافة المستوطنات التي اقيمت بالضفة الغربية وفرض السيادة علي شمال البحر الميت وغور الاردن وبالتالي تفتيت وحدة المحافظات الفلسطينية وقطع محاور الاتصال بينها حتي يستحيل اقامة اي كيان فلسطيني متواصل جغرافيا مع بعضه البعض ومع محيطه العربي انطلاقا من الحدود الشرقية , وكذك تهويد ما تبقي من القدس العربية الفلسطينية لتتغير هويتها ويقلع سكانها الفلسطينين وتقسم مقدساتهم بدء من المسجد الاقصي والمسجد الابراهيمي وبالتالي تتمكن سلطة الاحتلال من توحيد هويتها اليهودية تنفيذا لقرار ترمب الذي اعتبر القدس عاصمة موحدة لاسرائيل . عملية الضم التي تشرع فيها اسرائيل منذ فترة تسير بطريقة هادئة بعيدا عن الاعلام لتصفي كل الحقوق وترميها من علي طاولات المجتمع الدولي وتضع حقوق مجتزأة بديلا عنها ليضطر الفلسطينين في النهاية التفاوض عليها . انها اكبر عملية تصفية للحقوق الفلسطينية في التاريخ بتغطية امريكية وصمت دولي لا يرتقي لحجم الكارثة التي ستحل بالشعب الفلسطيني وحقوقه التاريخية اذا ما نجحت اسرائيل في فعل ذلك وانتهت عمليتها دون رد فعل دولي وعربي حقيقي يربك كل السياسات بالمنطقة ويضيق علي كل المصالح التي تعتبر امتداد للامبريالية والصهيوينة بعالمنا العربي .
اليوم تتعالي الاصوات الدولية الخجلة التي تنادي بوقف هذه السياسات الاحتلالية التي تنتهك القانون الدولي وترمي بقرارات الشرعية في سلة المهملات وتحذر من خطورة ما تحاول اسرائيل فعله علي الارض الفلسطينية كلها تاتي بفعل ارتفاع وتيرة التحذيرات الفلسطينية والعربية الصادرة من مجلس السفراء العرب بالامم المتحدة ومجلس جامعة الدول العربية والاتحاد الاوروبي وعلي لسان الممثل الاعلي للشؤون الخارجية والسياسية "جوزيف بوريل" الذي اكد ان الاتحاد الاوروبي لا يعترف بالسيادة الاسرائيلية علي الضفة الغربية واكد ان موقف الاتحاد لم يتغير مع القانون الدولي وقرارات مجلس الامن ذات الصلة 242 و 338 التي قضت بانسحاب اسرائيل من كافة الارض العربية التي احتلت عام 1967 , كذلك اعلن الاعضاء الدائمين بمجلس الامن في دورتة غير العادية لمناقشة التطورات بالارض المحتلة وخاصة سياسة اسرائيل الرامية الي ضم الضفة الغربية والقدس وغور الاردن , وهنا اعلنوا رفضهم القاطع لاي اجراء اسرائيلي يتعارض مع القانون الدولي الذي يعتبر الضفة الغربية والقدس ارض محتلة لا يجوز تغير خارطتها الجيو سياسية . وحذرت كل دول العالم كروسيا والصين والهند وفنلندا ومالطا ونيوزلندا وبريطانيا وفرنسا وايطاليا والاردن ومصر والمغرب والسعودية كافة الدول العربية من ان اي اجراء اسرائيلي كهذا يمكن ان ينسف علمية السلام ويقضي علي حل الدولتين.
خطة الضم الاسرائيلية بدأت منذ فترة وتمضي بهدوء لكن نتنياهو غانتس اتفقوا علي موعد الاعلان رسميا عنها وغلق الارض في وجه الفلسطينين واغتيال كل القرارات الشرعية الداعية لتحقيق تقرير مصيرهم واقامة دولتهم . لم يبقي بين الانتهاء من الضم والتهويد وتطبيق صفقة ترمب نتنياهو سوي مسافة صفر وهي المسافة المحتملة لنسف علمية السلام وقتل حل الدولتين امام العالم وتصفية حقوق الفلسطينين وقضيتهم التاريخية . لم يبقي من الزمن سوي مسافة صفر ولم نسمع حتى الان سوي تحذيرات وعدم اعتراف وكان اسرائيل تريد ان يعترف العالم بذلك فهي تكتفي في هذه المرحلة باعتراف الولايات المتحدة والاقرار بالخارطة الجديدة التي شاركت امريكا في رسمها ودعمت اسرائيل لتطبيقها علي الارض . بيانات الرفض والتحذير لا تفعل شيء وبالتالي فان الفعل المؤثر اصبح عمل ابعد من تلك الادانات عربيا ودوليا لا اريد ان اتحدث في بعض الاجراءت المطلوبة ولكن العالم يعرف في هذا الوقت العصيب كيف يحمي الشرعية الدولية ويحافظ علي قرارات مجلس الامن والامم المتحدة بل ويعمل علي انفاذها وتطبيق مبدأ حل الدولتين , ويعرف العرب كيف يمكن ان تجبر اسرائيل علي التراجع عن كافة خططها التصفوية وتصفية الحقوق الفلسطينية ان ارادوا , ويعرف الفلسطينين كيف يمكن ان يؤذوا اسرائيل ويغلقوا امامها اي مسافات زمنية بقيت حتي ولو كانت صفر لتنفذ خططها بل ويعرفوا كيف يمكن اعادة الصراع الي المربع الاول واشعال المنطقة باسرها .
د. هاني العقاد
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت