حكومة إسرائيلية يمينية مطلقة اليدين على القضية الفلسطينية بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية، لأول مرة في تاريخ إسرائيل بعد عام حافل من إعادة الانتخابات للكنيسيت الإسرائيلي للمرة الثالثة على التوالي.
حكومة في إسرائيل طبخت على نار هادئة رغم المناكفات منذ عام لمواجهة تحدي نوعي يواجه دولة إسرائيل، والشعب الفلسطيني.
رغم إستكبار نتنياهو وترامب بالتفرد، والإستفراد بتصفية القضية الفلسطينية، دون حساب لأحد، ودون تردد، تعالوا نتخيل، ونقول ما قد أخفي، وما لم يتحدث عنه أحد علناً من الإسرائيليين والفلسطينيين، وهي تساؤلات قد يتصور البعض أنها خيالية، لكنها مشروعة.
هل يشعر الإسرائيليون بأنهم قد يواجهون ما هو ليس في الحسبان، من ثورة الشعب الفلسطيني بطريقة غير متوقعة لديهم، وأن للفلسطينيين خاصيتهم في استنباط أساليبا جديدة في كل مرحلة من مراحل مواجهتهم الإحتلال وتقرير المصير .
وهل وضعت أجهزة الأمن الإسرائيلية ومراكز البحث والمعلومات الاستخبارية أمامها ما يتفاعل في العقل الفلسطيني الجمعي للخروج من المأزق حماية للنوع والذات متمثلا في ثورة نوعية مقابل تطبيق صفقة ترامب.
وهل من أي علامات للقلق الإسرائيلي من إنتفاضة3 أو ثورة ثالثة.
وفي المقابل ولأن الحرب خدعة، فالإنتفاضة أو الثورة الثالثة قد تكون خدعة، وهل تنسق حماس مع الرئيس عباس في هذا الإتجاه سرا؟؟
سؤال له ما يدعمه من إحتياج تفاعلي عاصف للحالة الفلسطينية إذا ما كان الوعي السياسي لدى الفلسطينيين، وخاصة الحزبين الكبيرين، مازال باقياً على العقيدة الوطنية الأولى للتحرر والاستقلال، دون تغيير إنصياعا لدول لها مصالح وأجندات خارجية.
لعل انغلاق آفاق التسوية العادلة، وجمود الأوضاع على الأرض، وجائحة كورونا، يرفع من خطورة الإلتفاق على الحالة الفلسطينية المفترض تفاعلها لمواجهة تنفيذ باقي الصفقة، وإذا ما صفعنا بعدم القدرة على التخلص من الانقسام الفلسطيني، فهل من حاجة من حلاوة الروح تدفع حماس وعباس سرا للتنسيق لفعل قادم لمواجهة المصير الوطني أولا، ومصيرهم كأحزاب قادت الواقع الفلسطيني لأسوأ مراحله، ما دفع ترامب وغيره للتجرأ على الحق الفلسطيني المعترف به من الأمم المتحدة والشرعات الدولية ذلك بأنه شعب وأرض تحت الإحتلال، وكل تغيير جغرافي، أو ، ديمغرافي، هو باطل حسب قوانين، إتفق عليها المجتمع الدولي، وحفظت في وثائق الأمم المتحدة، تأكد بما فيها حق مقاومة الفلسطيني للإحتلال بكل السبل.
نتمنى من قلوبنا أنهم أي حماس وعباس يعملون في صمت، فهي خشبة نجاتهم، ونجاة شعبهم، وإلا فالكارثة في حجرنا، ولم يتبق أمل في إنقاذ شعبنا إلا بشعبنا نفسه، وهو شعب مبدع دائما، ومازالت أمهاتنا ولادة للقادة، والأفكار، والإبداعات، وهذا ما نستند بظهورنا عليه كحائط أخير في إنتظار الإنقاذ من الكارثة....
إخلعوا كراسي الحكم وارموها وقوداً لثورة إنقاذ فنحن في الرمق الأخير.
د. طلال الشريف
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت