حذر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس من أن الفيروس مازال "خطيرا للغاية"، رغم أن البلدان تسعى للعودة إلى حياتها الطبيعية بعدما ساعدت إجراءات العزلة الاجتماعية في إبطاء انتشار كوفيد-19.
وفي الوقت نفسه، تجاوزت حالات الإصابة المؤكدة بكوفيد-19 عالميا 3 ملايين يوم الاثنين، وفقا لمركز علوم وهندسة النظم في جامعة جونز هوبكنز.
-- تحذير خبير
وقال تيدروس يوم الاثنين في مؤتمر صحفي افتراضي إن "الوباء ما يزال بعيدا عن الزوال بعد"، مضيفا أن "منظمة الصحة العالمية لا تزال قلقة بشأن الاتجاهات المتزايدة في أفريقيا وأوروبا الشرقية وأمريكا اللاتينية وبعض الدول الآسيوية".
ودعا الدول إلى مواصلة التكتيكات العدوانية ضد الوباء، مؤكدا "بينما يتم تخفيف عمليات الإغلاق في أوروبا مع انخفاض أعداد الحالات الجديدة، ما زلنا نحث الدول على اكتشاف حالات كوفيد-19 وعزلها واختبارها ومعالجتها وتعقب كل المخالطين، لضمان استمرار هذه الاتجاهات المتراجعة".
وأكد تيدروس مجددا أن الفيروس لا يزال "خطيرا للغاية"، مشددا على أن الأدلة المبكرة تشير إلى أن معظم سكان العالم ما زالوا معرضين للإصابة، مما يعني أن الوباء يمكن أن ينتشر مرة أخرى بسهولة.
وفي مقابلة مع صحيفة ((واشنطن بوست)) جرت الأسبوع الماضي، حذر مدير المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها روبرت ريدفيلد من أن الموجة الثانية من فيروس كورونا الجديد خلال الطقس الأكثر برودة قد تضرب الولايات المتحدة بشدة، قائلا إن التباعد الاجتماعي كان حاسما في إبطاء انتشار المرض.
-- تخفيف عمليات الإغلاق
وبعد أن اتخذت الدول تدابير تقييدية صارمة لأسابيع أو حتى لفترة أطول للحد من الوباء، تسعى البعض إلى العودة إلى الوضع الطبيعي والتخطيط للخروج من عمليات الإغلاق.
وبدأت أكثر من 12 ولاية أمريكية، بما في ذلك جورجيا وأوكلاهوما وتينيسي وميسيسيبي، في تخفيف إجراءات الإغلاق على أمل استئناف تشغيل الاقتصاد، في حين لا تزال ولايات أخرى كثيرة مترددة في فعل ذلك. وقد قامت كل من نيويورك وكاليفورنيا وبنسلفانيا وماساتشوستس وميشيغان بالفعل بتمديد أوامرها للبقاء في المنزل.
وفي 16 إبريل، كشف البيت الأبيض النقاب عن مبادئ توجيهية من ثلاث مراحل لإعادة فتح الاقتصاد الأمريكي، واضعا المسؤولية على الحكام في اتخاذ القرارات بشأن اقتصادات ولاياتهم.
في موازاة ذلك، وبما أن البلدان الأكثر تضررا في القارة الأوروبية مثل إيطاليا وإسبانيا وفرنسا شهدت اتجاهات آخذة في الانخفاض في عدد الإصابات والوفيات الجديدة، فإن بعضها يفكر أيضا في تخفيف تدابير الإغلاق التي تسحق الاقتصاد.
-- الصورة العالمية
وتم الإبلاغ عن أكثر من 3 ملايين حالة وما يزيد عن 211 ألف وفاة في جميع أنحاء العالم، وفقا لجامعة جونز هوبكنز.
وحتى الساعة 0131 بتوقيت غرينتش يوم الاثنين، أعلنت الولايات المتحدة، التي لا تزال الأشد تضررا، عن 988189 حالة و56255 وفاة، تليها إسبانيا وإيطاليا مع 229422 حالة و199414 حالة، على الترتيب. ومن بين الدول الأخرى التي لديها أكثر من 100 ألف حالة فرنسا وألمانيا وبريطانيا وتركيا، حسبما أظهرت بيانات المركز.
على الرغم من تضخم عدد الحالات، إلا أن عمليات الإغلاق الصارمة لأسابيع جلبت إشارات مشجعة إلى البلدان.
وشهدت إيطاليا وإسبانيا وبلجيكا اتجاها تنازليا ثابتا للإصابات الجديدة. بالإضافة إلى ذلك، في فرنسا، انخفضت حالات دخول المستشفيات وعدد الوفيات اليومية في الأسبوعين الماضيين.
وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الذي عاد إلى داونينغ ستريت بعد تعافيه من كوفيد-19، يوم الاثنين، إن بريطانيا تمر بالذروة "مع انخفاض عدد حالات دخول المستشفيات، وعدد أقل من مرضى كوفيد-19 في وحدة العناية المركزة".
ومع ذلك، لم يحن الوقت بعد للتخفيف من اليقظة. وكما قال تيدروس للصحفيين يوم الأربعاء، "لا يخطئن أحد، أمامنا طريق طويل لنقطعه. هذا الفيروس سيبقى معنا لفترة طويلة".