حينما أجلس مع ذاتي اسأل لماذا أكتب ؟ أحاول في هذه المرة أن أعترف لماذا تشدني الكتابة؟ ففي البداية أعترف بأن الكتابة عندي تشكل متعة حياتي، لكن بما أنني لا أستطيع ترتيب أفكاري لخطّها على الورق، الا أنني أكتب ما يجول في خاطري من فكرة او رأي اريد أن اوصلهما للقارئ، فأنا ادرك تماما مهما كان نوع الكتابة فإنها بدون موهبة فلا كتابة؟
لكن لا ننسى بان الثقافة لدى الكاتب تعد وقودا ضروريا للكتابة .. فانا لست مثل الكاتب التشيكي فرانز كافكا، الذي وجد فؤ الكتابة هدف حياته وجوهر وجوده، لكنني أرى بأنني املك دوافع للكتابة تماما مثلما قال الكاتب البريطاني جورج أورويل عن الكتابة، فعندي حماسة جمالية وحب الذات وحافز تاريخي وهدف سياسي، ومن هنا أحب الكتابة لأثبت بانني كاتبا لأبين رأيي في السياسة، لا سيما حول قضيتنا الفلسطينية، أو اية قضية تشغل العالم، لكنني أميل للكتابة الأدبية أكثر، لا سيما كتابة الصمت، التي بدأت تحتل مكانة كبيرة في الأدب الحديث، وهذا النوع من الكتابة على ما أعتقد بضرورة وجود الأبيض والاسود في النص، والفراغ واللافراغ، هذا بحسب ما قاله الأديب والشاعر والمسرحي الفرنسي بول كلوديل، فالنّصّ يجب أن تكون لغته منظمة بشكل إبداعي، وفكرتي هنا أريد أن امررها من خلال البياض، الذي بلا شك يجتاح النص، فالنص عندي تماما مثلما أكده الفيلسوف والروائي والباحث الإيطالي اومبرتو ايكو حين اعتبر النص كنسيج، ولكنه ليس مكتملا، ولهذا ليجد القارئ لملء الفراغ.
فحين أكتب لا لشيء فقط لأعود الى ذاتي كلما هربت من تجربة بغير قصد علقت بها، فالكتابة عندي هي كسر للمألوف، كمتعة أجدها، لا سيما حينما تكتمل طقوس الكتابة حولي من صمت وهدوء وفنجان قهوة وسجائر وتوليد للأفكار، وعندها أجدني ماسكا قلمي وأكتب نصوصا من خواطر وقصص قصيرة ومقالات تحليلية وغيرها من أنواع الكتابة، فالكتابة هي روحي للتنفس، ولكن مهما تعثرت بترتيب أفكاري، او أنني استعجل في كتابة الأفكار دون قراءتها مرة أخرى، الا أنني اعشق الكتابة كنمط مهم في حياتي، ولكنني أراني عاشقا للكتابة، لأنها تهدّأني وتجعلني أسأل سؤالا بيني وبين ذاتي لماذا أكتب؟
عطا الله شاهين
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت