لم يتوقع أحمد اليافعي الذي عاش في مدينة قوانغتشو بجنوبي الصين لنحو 20 سنة، أن معرض كانتون المقبل سيُعقد على شبكة الإنترنت هذا العام، ما جعله كوكيلٍ يربط المصانع الصينية بالمشترين الأجانب، ينشغل في إرسال روابط مختلف المنتجات إلى زبائنه وتذكيرهم بمتابعة المعرض.
وقال اليافعي، وهو ممثل مجلس الجاليات العربية ومجلس الجالية اليمنية في قوانغتشو ويعمل أيضا مديرا لشركة تصدير واستيراد، "أثق بأن معرض كانتون سيحفز الصادرات والواردات ويعزز النمو الاقتصادي بشكل أكبر."
وذكرت وزارة التجارة الصينية في وقت مبكر من الشهر الجاري أن الدورة الـ127 لمعرض الواردات والصادرات الصيني المعروف أيضا باسم معرض كانتون، سوف تُعقد على شبكة الإنترنت خلال الفترة من 15 إلى 24 يونيو المقبل، مؤكدة أن ذلك يعد ابتكارا من شأنه تخفيف تأثير كوفيد-19 وضمان استقرار التجارة الخارجية والاستثمار ومساعدة المعرض في لعب دور أفضل كمنصة انفتاح شاملة.
وتراجعت التجارة الدولية بسبب وباء كوفيد-19، وكذلك تأثرت أعمال اليافعي أيضا. وذكر اليافعي: "لم أستقبل عددا كبيرا من العملاء خلال الأشهر الثلاثة الماضية."
على الرغم من الأداء الضعيف للتجارة الواقعية، أكد اليافعي أنه شهد زيادة في أعماله على شبكة الإنترنت، مشيرا أنه شرع في تلقي طلبات الكترونية على الأثاث ومنتجات السيراميك، حيث يصور اليافعي صور المنتجات لكي يختار الزبائن حتى يرسل عينات إلى المشترين اذا كانت ملابس.
وقال: "يمكن للزبائن تحديد الطلبات بدون مجيئهم إلى مكاني، فالتسوق الالكتروني في الصين ميسور للغاية، ويمكن إعادة البضائع بتكاليف خفيفة او مجانية أحيانا في حال عدم الاقتناع."
إلى جانب العمل، تأثرت حياة اليافعي بالوباء إلى حد معين، حيث خضع للحجر الصحي في منزله وفقا لطلب السلطات المحلية بعدما عاد من عطلة إلى قوانغتشو في 10 فبراير، ولم يغادر قوانغتشو بعد ذلك. كما تلقى فحص الحمض النووي المجاني الذي يوفره مجمعه السكني، وأشار أن نقطة الفحص قريبة من مسكنه ويمكنه المشي إليها في أي وقت مناسب.
وقال: "قد نجحت الصين في السيطرة على تفشي وباء كوفيد-19، وإنه عمل عظيم بالنسبة لدولة تحتضن 1.4 مليار نسمة."
كما اجتهد اليافعي في مساعدة الجاليات العربية المقيمة في الصين بكل نشاط، حيث ذكر أن هناك بعض الجاليات العربية يأتون إليه ويشكون من صعوبات بسبب حاجز اللغة وغيره من الأسباب، مشيرا إلى أنه من الضرورة اللجوء إلى مساعدة السلطات الرسمية اذا صادف الأجانب أية مشكلة في الصين.
وقال: "اذا طلبت الشرطة منك البقاء في البيت للحجر الصحي، فابقي في البيت؛ واذا صادفت مشاكل في عقد استئجار الشقة، فاتصل بالشرطة للمساعدة."
وأشار إلى أن هناك بعض الناس لم يفهموا طلب الملاحظة الطبية المركزة ورفضوا الذهاب إلى الفنادق، فشرح لهم ضرورة الأمر قائلا: "إن الفيروس سينتشر في المسكن اذا أصبت به، وإن الملاحظة الطبية المركزة لا تستهدف الأجانب فقط، بل هو مطلوب من كل الناس ويخضع اليه الصينيين العائدين من الخارج أيضا."
وعاش اليافعي في تسع دول بما فيها اليمن والسعودية والإمارات والولايات المتحدة وكندا وبريطانيا وفيتنام وماليزيا والصين، ما أعطاه الثقة والمهارة للتعامل مع مختلف الناس من مختلف الثقافات، كما يفهم اختلاف معايير المنتجات في مختلف الأسواق.
وأظهرت الأرقام الرسمية أن الناتج المحلي الإجمالي الصيني انخفض بمعدل 6.8 بالمائة على أساس سنوي في الربع الأول.
رغم ذلك، مازال اليافعي يحمل توقعات إيجابية تجاه الاقتصاد الصيني وقال ان الصين من أكبر مصدري العالم . وعلى الرغم من التأثير المؤقت للوباء، سيكون كل شيء على ما يرام بعد الوباء بلا شك.