إن تلويح إسرائيل بضم الأغوار والمستوطنات الإسرائيلية المقامة على أراضي الضفة الغربية يضع إتفاقية أوسلو على المحك، ويمكن أن ينسفها، لكن ماذا على الفلسطينيين فعله لو فعلا قامت إسرائيل بضم الأغوار لتكون تحت السيادة الإسرائيلية؟
فماذا تبقى من أراض لتقام عليها الدولة الفلسطينية بعد كل هذا الضم، الذي تلوح فيه إسرائيل؟ فهل نحن مقبلون على مرحلة صعبة في ظل ما تهدد به إسرائيل من سياسة الضم؟ فأين ستقام الدولة الفلسطينية؟ فلا أحد يعلم إلى أين ستؤدي خطوة الضم هذه، فاحتمال اشتعال الضفة الغربية يبقى واردا، لكن لا سيناريوهات محددة لمستقبل الضفة الغربية، فهل ستخضع الضفة الغربية لحكم عسكري إسرائيلي في حال هددت السلطة بإلغاء اتفاقية اوسلو؟ وماذا عن الفلسطينيين، الذين عددهم خمسة آلاف فلسطيني في الأغوار ويسكنون في قرى وخرب؟ هل سيعطون هويات إسرائيلية ام سيهجرونهم؟ وماذا عن مناطق ج في الضفة الغربية هل ستكون جميعها تحت السيادة الإسرائيلية ؟
لا شك بأن خطوة إسرائيل هذه المنوي تنفيذها ستدمر اتفاقية أوسلو، ويمكن أن تعيد الفلسطينيين إلى المربع الأول، فاتفاقية أوسلو خرقتها إسرائيل منذ عقدين من الزمن، وما زالت تخترقها، رغم أن الفلسطينيين ما زالوا ملتزمين بها، والسؤال هل سيظل الفلسطينيون ملتزمين باتفاقية خرقتها وما زالت تخرقها إسرائيل عبر التوسع في الاستيطان واجتياح المدن الفلسطينية والاعتقالات المستمرة وعربدة المستوطنين في القرى الفلسطينية؟
بدون أدنى شك فالضم يكون نقطة تحول قي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وسيعيد الوضع إلى ما قبل اوسلو ما يفتح صراعا مفتوحا على كل الاحتمالات في ظل الدعم التي تتلقاه إسرائيل من الادارة الامريكية الحالية، التي تحاول تنفيذ صفقة القرن على الارض، وتعطي اسرائيل ضوءا أخضر لتنفيذ صفقة مجخفة بحق الفلسطينيين، فالضم يعني عمليا نسف أوسلو، ومن هنا لا مفر أمام الفلسطينيين سوى الصمود على أرضهم حتى ينالوا استقلالهم ...
عطا الله شاهين
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت