قال خبراء أفارقة إن العلاقات الإفريقية-الصينية طويلة الأجل ستبقى سليمة لم يمسسها السوء بعد نهاية أزمة مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19)، لأنها ظلت تحتفظ بأساس الاحترام والفهم المتبادل الذي تقوم عليه رغم الكثير من التحديات التي نجمت عن المرض.
وأكد الخبراء أيضا أنه من المقرر أن تتواصل الاتفاقات بين الجانبين في مجال التجارة وغيرها، بصرف عن النظر عن أي تحديات.
ويقول البروفيسور أوين سيتشون، أحد علماء الاجتماع في زامبيا، "ليس هناك أي جديد. الأوبئة أو الخلافات ستأتي وتذهب، لكن العلاقات الإفريقية-الصينية ستبقى كما هي، لأنها بنيت على مبادئ قوية وفهم عميق".
وتابع البروفيسور، الذي كان المدير السابق مباشرة لمعهد داج همرشولد بجامعة كوبربيلت في زامبيا، بقوله "التجارة بين إفريقيا والصين ستستمر، وكذلك ستستمر التبادلات العلمية والثقافية بين الجانبين، لأنها جزء من علاقاتهما".
وقد سارع سيتشون أيضا إلى حث المجتمع الدولي على تأمين استثمارات في أنظمة الصحة العامة وتعزيز الصحة البشرية، مضيفا أن وسائل الوقاية من تفشي الأمراض أو تخفيف حدة آثارها، لا سيما الأمراض المعدية، هي أحد ركائز المجال العام.
وقال دوايت يرجا، المدير العام لشؤون آسيا وأوقيانوسيا بوزارة الشؤون الخارجية الإثيوبية، إن "الدعم الذي حشدته الحكومة والقطاع الخاص في الصين، من بينه مؤسسة (جاك ما)، لدعم جهود الاستجابة لمرض كوفيد-19 في إفريقيا، يحظى بتقدير بالغ".
وتابع "إفريقيا والصين صديقتان في كل الأحوال، والشراكة الاستراتيجية الصينية - الإفريقية أظهرت حيوية وقوة في هذا الوقت الذي يشهد تحديات غير مسبوقة".
واستطرد "نشعر حقا بالامتنان للصين، لدعمها وتضامنها في تلك اللحظة العصيبة من المعركة ضد المرض".
وأعرب يرجا عن تقديره "لروح القيادة والالتزام من الصين- حكومة وشعبا- في النجاح في احتواء انتشار كوفيد-19"، مشددا أيضا على أنه "في الوقت الذي ينتشر فيه المرض عبر العالم، ومنه إفريقيا، فإن الصين تدعم القارة السمراء".
وكان وزير الخارجية الصيني وانغ يي قال في وقت سابق "الصين تذكر أنه خلال الفترة العصيبة من معركتها لاحتواء انتشار فيروس كورونا الجديد، وفر الاتحاد الإفريقي والدول الإفريقية دعما للصين، وعارضا بوضوح أي محاولة لتسييس المرض أو نسبته إلى بلد بعينه، ما كان إظهارا تاما للعلاقات الأخوية بين الصين وإفريقيا، اللتين تتشاركان أوقات السراء والضراء، ويقوم بينهما تعاون استراتيجي رفيع المستوى".
وقال سيبوسيسو مويو، وزير الشؤون الخارجية والتجارة الدولية في زيمبابوي، "مرض كوفيد-19 تهديد عالمي يؤثر على كل فرد يعيش على كوكب الأرض، بعيدا تماما عن عرقيته أو وضعه الاجتماعي أو ثروته أو أي تصنيف آخر ظهر على مر القرون لكي يبعدنا عن بعضنا البعض. إن الافتراضات الخاطئة بشأن منشأ الفيروس وما يتبعها من إلقاء اللائمة على الآخرين لن تقودنا إلى شيء، وستضيف إلى الموقف الصعب بحد ذاته صعوبات أخرى، وستؤثر سلبيا على العلاقات بين البلدان والشعوب المتآخية".
وأشاد تيوولد جيبريماريام، الرئيس التنفيذي لمجموعة الخطوط الجوية الإثيوبية، بالتضامن الذي أظهرته الحكومة الصينية تجاه إفريقيا، فضلا عن التضامن الذي أظهرته الشركات والمجتمعات المدنية الصينية من تضامن مع إفريقيا في مواجهة المرض.
وتابع، واصفا هذا التضامن، "هو مثال جيد للغاية لجميع بلدان العالم التي تشعر بالذعر. وإلقاء اللائمة على الآخرين ليس هو الحل. الحل هو أن تحشد المنظمات والبلدان والمؤسسات والحكومات مواردها معا لتشكيل فريق واحد يوفر تلك الأنواع من اللوازم والمعدات الطبية الضرورية لحماية الشعوب. ولهذا السبب، فإن ما تقوم به الصين مثال جيد للغاية".