في البداية لا بد من الاعتراف بأن للعزلة آثار نفسية صعبة على الإنسان، لا سيمان إن طالت عزلة المرء لفترة طويلة دون أن يفعل شيئا ، ولكنني رغم مكوثي في العزلة منذ بداية تفشي وباء كورونا ال أنني أجد ما أفعله في عزلة فرضها علينا فيروس صغير قاتل فلا أشعر بأي ضجر من عزلة طويلة كورونا، وربما يسأل سائل كيف لا تضجر من مكوثك في البيت لمدة طويلة ؟ فردّي كالاتي في العزلة أقرأ روايات وأكتب مقالات وخواطر، وأنكش حديقة منزلي، وأرمم بيتي، أشاهد أفلام جديدة ،هناك اشياء كثيرة يمكنني أن افعلها، ولهذا لا اشعر باي ضجر ولكن معظم الناس تضجر لأسباب كثيرة وأنا أعي تماما الآثار النفسية التي تدخلهم في ألم واكتئاب من عزلة طويلة، ولكن ما العمل في ظل وباء خطير أرغمنا على الجلوس في المنازل للحفاظ على صحتنا ؟
لا شك بأن محبّي القراءة والكتابة يحبّون العزلة، وأنا من أولئك المثقفين، الذين يميلون للعزلة أكثر من غيرهم من الناس، ولهذا لا أراني ضجرا حتى لو مكثت دهرا في العزلة بشرط ان يكون هدوء من حولي، ولا اصوات مزعجة، فلا تستغربوا بأنني متيم بالعزلة، مع انني اخرج في المناسبات وبكل تأكيد للعمل، وبما أنه لا يوجد مناسبات للخروج ولا عمل، فتبقى العزلة أمامي، ولا مفر منها للحفاظ على صحتي من عدوى كورونا .
عطا الله شاهين
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت