نقد لمسلسل ام هارون .. السلبيات والايجابيات.

بقلم: سهيله عمر

سهيله عمر

حقيقه انا لست من متابعي المسلسلات او الافلام. لذلك لم التفت لمسلسل ام هارون. لكن البلبله التي اثيرت حوله دعتني لمتابعه مقتطفات من حلقاته. وانا هنا اود ان اطرح نقدي المتواضع حوله بكل شفافيه. علما ان مقالي هذا ياتي بعد 14 حلقه من المسلسل ولا اعرف ما سيدور به بعد ذلك.

المسلسل ككل المسلسلات بشكل عام حتما له ايجابياته وسلبياته.

اول سلبيات المسلسل انه  ككل مسلسلاتنا العربيه يقوم على اساس العلاقات العاطفيه بين شخوص المسلسل. وهذا افقده كثير من الواقعيه والمصداقيه. خاصه انه يتحدث عن فتره زمنيه محافظه لم يكن يسمح بها بالعلاقات العاطفيه بين النساء والرجال. وكانت النساء محتشمات وترتدين الحجاب والدفه (عباءه). نعم يوجد روابط اجتماعيه قويه ولكن ليس لدرجه السماح بالعلاقات العاطفيه بالصوره التي تحدث بها المسلسل.

ثاني سلبيات المسلسل انه ابرز العائلات اليهوديه كجزء من المجتمع الخليجي مع ان العائلات اليهوديه كان لها وجود جدا طفيف في الكويت والبحرين فقط. ولم تكن تمارس طقوس دينيه. كما لم تكن لديها معابد يهوديه على حد علمي. ولم يكن الرجال يرتدون ملابس حاخامات بالصوره التي صورها المسلسل. على حد علمي كانوا ناس من عامه الشعب يختلطون معهم بشكل طبيعي ولديهم جنسيه خليجيه. فقط ما يختلف هو ان ديانتهم يهوديه. ولم يكن لهم اي علاقه بالصهاينه في اسرائيل. والمسلسل لم يقدم جديد. كانت العائلله اليهوديه كالعائله المسيحيه بالنسبه للخليجيين. فقط الدين هو المختلف بينهم، وعدا ذلك فكانت العلاقات جدا عاديه مع وجود تحفظا بسبب اختلاف الدين. ولم يكن هتاك اي علاقه للعائلات اليهوديه بالاحتلال الصهيوني بفلسطين.

ولطالما كانت الاغنيه المفضله لاطفال الخليج بالحارات خاصه بقرقاعون رمضان "فلسطين احبابنا واليهود كلابنا". مما يعكس حتى وعي الاطفال الخليجيين بالقضيه الفلسطينيه وانها ممزوجه بكيانهم.

اذن تجد ان المسلسل يريد ان يمثل شيئا بعيد عن الواقع. هو يريد ان يصور ان التعايش مع العائلات اليهوديه كان موجودا بالخليج من خلال التعايش مع هذه العائلات اليهوديه. وتناسى المسلسل ان هذه العائلات اليهوديه كانت جزء من المجتمع الخليجي منذ القدم ولم .يحتلوا ارضهم. ولا علاقه لها بالاحتلال الاسرائيلي في فلسطين. ولم يقدم اي شخص بهذه العائلات اي دعم للصهاينه في اسرائيل كما صور المسلسل.  النسيج الاجتماعي في تلك الفتره كان قوي بين كافه فئات الشعب بالخليج بسبب بساطه الحياه. والقضيه ليس لها علاقه بديانه او جنسيه. وكانت العائلات اليهوديه يحملون الجنسيه الخليجيه. لذا كانت لديهم كافه حقوق المواطن الخليجي بلا ادنى عنصريه.

اما ايجابيات المسلسل انه اعادنا بشكل جذاب لصور الحياه والعادات والتقاليد في الخليج بصوره قريبه جدا من الواقع. طبعا السبب ان الفنانه حياه الفهد وكبار السن من الممثلين والقائمين على المسلسل معها عاشوا تلك الفتره. وتلمس ان هدف المسلسل تمثيل تلك الفتره بدقه. طبعا هذه الفتره كانت قبل حدوث طفره نفطيه وتقدم معماري هائل وتطور في كافه صور الحياه بعد اكتشاف البترول. لكن في تلك الفتره حيث كان يعيش الناس بمنازل بسيطه، كان يوجد بين الناس تقارب اجتماعي كبير. لدرجه ان النساء كن يمكثن ساعات طويله في بيوت جاراتهن. وكان الاطفال يلعبون  بشكل دائم في بيوت بعضهم البعض. وتشعر ان كل بيوت الحاره منزل واحد لا فرق بين بيت واخر

الايجابيه الثانيه في المسلسل  انه عكس الوعي الخليجي حيال الاحتلال الاسرائيلي وعبر بشكل جدا مختصر عن الفتره الزمنيه للاحتلال يعد عام 1947 واكد ان الصهاينه احتلوا ارض غير ارضهم وشردوا شعبها بدون الخوض في التفاصيل. وكنت اتمنى ان يستفيض المسلسل بذلك.

لذا استطيع ان اقول ان المسلسل يتحدث عن موضوع لا علاقه له بتاتا  بالاحتلال الاسرائيلي ومجازره بفلسطين. هو يسلط الضوء على طبيعه الحباه في الاربعينات والخمسينات بالخليج مع شيء من التمويه بخصوص طبيعه حياه العائلات اليهوديه والعلاقه معهم. مع التركيز فقط على العلاقات العاطفيه. وهذا بعيد عن الواقع. لذا هو ياتي في قالب درامي عاطفي اجتماعي  خيالي ولا علاقه له بالسياسه.

سهيله عمر

[email protected]

 

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت