بداية التطبيع العربي مع إسرائيل ليس وليد اليوم، ولكن كان التطبيع بالسر، أما الآن فنراه بالعلن، من تطبيع رياضي وسياسي، ودخل الخط التطبيع الثقافي، عن طريق الفن، وكما رأينا في رمضان هذا العام خرجت علينا أعمال درامية خليجية بات من الواضح هدف مسلسلي مخرج ٧ وأم هارون، الا وهو اقناع الشارع الخليجي ب التطبيع مع إسرائيل، في اعتقاد القائمين على المسلسلين بأن هذين المسلسلان يمكنهما إختراق الوعي العربي، ولاظهار اليهود بانهم شعب عانى في دول الخليج، لكن محاولتهم فشلت بسبب رفض الجماهير العربية للتطبيع مع إسرائيل طالما قضية فلسطين ما زالت بلا حل عادل، ومن شاهد احد المسلسلين لاحظ اخطاء فيهما، لا سيما في احد حلقات المسلسل، الذي تجاهل اسم فلسطين، وتطرق المشهد الى تأسيس دولة اسراىيل بعيد انتهاء الانتداب البريطاني على "اسرائيل"،
وهنا المصيبة كيف تعمد القائمون على المسلسل ونسيانهم فلسطين، فكيف يدعون بأن المسلسل لا يدعو إلى التطبيع، في الوقت الذي قال فيه رئيس قسم الدراسات الشرقية في جامعة تل ابيب يرون فريدمان بأن مسلسل أم هارون ومخرج ٧ يهدفان الى ابراز مظلومية اليهود والتدليل على أنهم كانوا ضحية القمع العربي، فهل تناسى القائمون على المسلسلين معاناة شعب فلسطين تحت الاحتلال فمحاولات التطبيع هي محاولات يائسة لاختراق الوعي العربي، لأن الشارع العربي يرى بأن الصراع الفلسطيني الاسراىيلي لم ينته،
فالاحتلال الإسرائيلي ما زال يحتل الشعب الفلسطيني، والقضية الفلسطينية تتعرض للتصفية عبر ما تسمى ب صفقة القرن، وحل الدولتين لشعبين على وشك القضاء عليه في ظل تعنت الاسرائيليين على القبول بحل الدولتين فمحاولات التطبيع من قبل بعض العرب مع إسرائيل فاشلة، فدراما التطبيع كما بينت عبر مسلسلي مخرج ٧ وام هارون فشلت في اختراق الوعي العربي، لأن القضية الفلسطين هي لب الصراع، وبما أن عملية السلام باتت في وضع خطير في ظل تلويح إسرائيل ضم الاغوار واجزاء كبيرة من الضفة الغربية، ولهذا فإن التطبيع لن يتمكن اختراق الوعي العربي، الذي ما زال قادرا على افشال مخططات التطبيع المتواصلة مع إسرائيل، على الرغم من أن هذه المسلسلات تعد طعنة مؤلمة للفلسطينيين.. .
عطا الله شاهين
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت