تحت عنوان ( صفقة القرن وخطط الضم: سبل المواجهة)، نظم الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني "فدا"، ندوة تحدث فيها الأمين العام للحزب صالح رأفت وأدارها وليد عطاطرة، وحضرها عضو المكتب السياسي، ممثل فدا في الحكومة، وزير الزراعة، رياض عطاري. وشارك في الندوة التي جرت باستخدام برنامج زووم التفعالي70 عضو وعضوة من القيادات الحزبية والوطنية والجماهيرية، واستهدفت الندوة التعبئة السياسية ورفع الاستعداد لمواجهة الإجراءات والسياسات الإسرائيلية.
واستعرض رأفت خلال الندوة، والتي جرت بعد الافطار ليلة السبت-الأحد واستمرت لأكثر من ساعة ونصف الساعة، التسلسل التاريخي وخلقيات ومقدمات وتداعيات ومخاطر صفقة القرن، وقال إن "اسقاطها يعتمد بالأساس على مقاومة شعبنا وصموده في أرضه وتوحد كل قواه ومؤسساته ودعم كل الأحرار والشرفاء من أبناء أمته والأصدقاء له"، ودعا إلى المباشرة الفورية وعبر أوسع حراك جماهيري وشعبي لمواجهة كل إجراءات "إسرائيل" التي تحاول تكريس عملية الضم وبناء المزيد من المستوطنات وتوسيع وتعزيز وتأبيد عملية استعمارها للأراضي الفلسطينية.
وأضاف أن "إسرائيل إذا أرادت أن تفرض نظام أبرتايد عنصري وتعود لفرض سيطرتها واحتلالها الكاملين، وبشكل مكشوف وموسع أكثر من أي وقت مضى، فإنه يمكنها ذلك وعليها أن تتحمل تبعات ذلك وتدفع الثمن، لكننا لن نسكت على هذا الأمر، ولن نقبل أن نكون جزءا منه، كما لن نقبل أن نكود عبيدا في هذا النظام العنصري الاستعماري، ولا وكلاء أو حماة له."
ونوه الأمين العام لـ "فدا" إلى أن موقف حزب "فدا" الذي طرحه في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية كان على الدوام، منذ البداية ولا يزال، هو ضرورة التنفيذ الفوري لقرارات المجلسين الوطني والمركزي بخصوص وقف كل أشكال العلاقات مع كيان الاحتلال وفك التبعية الاقتصادية له ووقف ما يسمى بالتنسيق الأمني معه (الخ)، وعدم تأجيل عملية التنفيذ."
وخطّأ رأفت هذا التأجيل وقال إنه" كان أحد أسباب استخفاف اسرائيل بنا وعدم حمل قراراتنا على محمل الجد، كما كان دافعا للمزيد من صلفها وعنجهيتها والذي شكل قرار ما يسمى الحاكم العسكري الاسرائيلي بخصوص الأسرى الأبطال أحد تجلياته."
واتفق صالح رأفت ورياض عطاري على ضرورة عدم الاستخفاف بهذا القرار الاسرائيلي الأخير وضرورة التصدي له وإفشاله بالعمل الوحدوي والتنسيق المشترك مع كل فصائل وقوى وفعاليات ومؤسسات ومنظمات شعبنا.
ونوه رأفت وعطاري إلى أن خطورة قرار ما يسمى الحاكم العسكري الاسرائيلي لا تنبع فقط من كونه يحاول السطو على أبسط حقوق الأسرى الأبطال ومكتسباتهم ويروج لتشويه صورتهم ووصمها بالإرهاب، بل تأتي أيضا من كون الاحتلال يسعى من خلال القرار ذاته إلى إعادة تعريف وظيفة ودور السلطة وتعيين مكانتها على هواه بحيث تتحول إلى وكيل وتابع ضعيف لا حول له ولا قوة.
وحيا الحكومة على موقفها الصارم من القرار وأشادا بالتعليمات التي أصدرتها للبنوك لرفض المس بالحسابات المالية للأسرى الأبطال وعوائلهم الكريمة وتشكيلها للجنة فنية لدراسة الموضوع وتنسيق المواقف.
ولفت الأمين العام لحزب فدا رأفت في سياق الندوة إلى عديد المبادرات التي نفذها حزبنا في أكثر من منطقة وحضوره الفاعل في العديد من لجان الطوارئ وترأسه بعضها وذلك خلال الفترة التي رافقت إجراءات مواجهة جائحة كورونا.
ودعا رأفت إلى المزيد من هذه المبادرات، وشدد على ضرورة أن يكون حزبنا مبادرا دائما، فهكذا يكون الحزب طليعيا، وأن يقوم "فدا" بالتنسيق مع كل من لديه استعداد للعمل من كل القوى وفئات شعبنا، وأن لا يتم الالتفات أو التأثر بفئوية البعض ومحاولاتهم الاستئثار أو التفرد أو ممارسة تهميش الآخرين أو إقصائهم.
وقال إن علينا أن نكون على الدوام وحدويين وأن نسعى للعمل الوحدوي وتكريس أساليب هذا العمل.
وأضاف رأفت أن علينا أن نعمل مع الجماهير، وأن نتصدى للمشاكل التي تواجهها، وأن نسعى من أجل حلها، خصوصا بالنسبة للعمال والفئات المهمشة والمتضررين خلال أزمة كورونا.
وتابع أنه إذا قصرت السلطة في هذا الشأن أو ذاك فعلينا أن نعمل على سد هذا التقصير من خلال إحياء روح التكافل الاجتماعي والعمل التطوعي، وشدد على أن هذا هو دورنا الحقيقي، وأن هذا هو واجبنا كحزب يساري طليعي انحاز وسينحاز على الدوام إلى جانب الفقراء والعمال والفلاحين وباقي الفئات المهمشة وأصحاب المنشآت الصغيرة ومتناهية الصغر.